نص النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية في مادته الأولى على أن اللغة العربية هي لغة الدولة كدلالة على أهمية هذه اللغة وواجب الالتزام بها في كل التعاملات، ولست هنا بصدد ايضاح أهمية اللغة العربية وتاريخها أو كونها لغة الدين الإسلامي والقرآن الكريم أو دورها التاريخي للمساهمة للرقي بالحضارات السابقة وتمييزها عن اللغات العالمية بوضوح مفرداتها وعمق معانيها وتنوع دلالاتها , ولكني أعبر عن غبطتي بعودة إقرار بعض المواد الدراسية في مناهج وزارة التعليم كمادتي الإملاء والتعبير وهما من المواد التي غُيّبت عمدا من مناهجنا خلال العقود السابقة بفعل فاعل أو فاعلين ، لينشأ لدينا جيل كرتوني فارغ لغوياً لا يملك أدنى مقومات لغوية للغته الأم حتى أفرز لنا مسخاً لغوياً أسموه (العنجليزي) كتعبير تمتهن فيه اللغة المنحورة من أبنائها على أنه تطور وتحضربدمج لغتين في لغة واحده ، ولك حينئذ أن تحاول بما أوتيت من قدرة فكرية على فك رموز خط كان ابتدعه أحد مخرجات هذه المرحلة ليعبر به عن اللامفهوم .
اطلعت كغيري على مقطع تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وفيه يتحدث أمير الفكر العربي الأمير خالد الفيصل بعبارات تقطر حرقة وألماً عن مآل اللغة العربية على أيدي ابناؤها ، وللأمير تجربة فريدة في أحد المجمعات التعلمية في أبها – ابان إمارته لمنطقة عسير – حول استخدام اللغة العربية في هذا المجمع لإدراكه أن اللغة من الثوابت المعبرة عن الانتماء الوطني لأي شعب ، وقد شهد الجميع في محيطها بما حققته هذه التجربة من الأثر الكبير وما تركته على كل من انتسب لهذه المدرسة طلاباً ومعلمين.
ورغم الجهود المتفرقة والمبذولة في عدة أماكن في الوطن العربي على مختلف المستويات إلا أن تجربة موقع نحو دوت كوم بدت لي مختلفة بشكل كبير والتي تبناها وسار فيها مؤسس الموقع بجهد يشكر له كونه أحد اساتذة اللغة العربية وعاشق لها في آن ، وقد كانت تجربته ثرية بحق في هذا المجال بذل فيها مايفوق قدرته المادية والصحية في سبيل هذا الموقع حتى أصبح واحة لكل محبي ودارسي النحو خاصة واللغة العربية عموماً وقد حوى مواد ذات قيمة عالية بما تحويه من برمجيات واسطوانات واصدارات مصممة بشكل فريد ومميز.
إلا أن هذا الموقع مع بالغ الأسف بدأ في التراجع بعدما داهم المرض صاحبه ليصرف جزءاً كبيراً من صحته ووقته وماله لمحاربة المرض فألقى ذلك بضلاله سلبياً على ذلك الموقع ورسالته وغايته التي يسعى لها.
حتى أصبح يتوسل من ينقذ موقعه النحوي وصحته الشخصية , وهي رسالة للمهتمين ومن يملك أن يقدم له عوناً في كلا الاتجاهين فهو حري بالاهتمام والدعم ليستمر في رعاية هذا الموقع وتطويره.
المختصر البصري
- وزارة التعليم بكافة مراحل تعليمها هي ميادين بناء اللغة العربية أو العكس فلا بد من إقرار الاستراتيجيات التربوية لبناء الأجيال لغوياً تحدثاً وكتابة.
- التأكيد على المحافظةعلى اللغة العربية من خلال النص على ذلك في القوانين والتنظيمات الصادرة والتعاملات التبادلية على مختلف المستويات .
- تطوير كافة الأساليب والطرائق لتدريس اللغة العربية وتقديمها في قوالب مبسطةيسهل تلقيها وتعلمها.
- إلزام كافة المؤسسات الحكومية والغير حكومية ومحال البيوع والدعاية والإعلان داخل الدولة باستعمال اللغة العربية فقط دون غيرها.
التعليقات