نشأت مؤخراً عوالم جديدة يتواصل خلالها أفراد المجتمعات فيما بينهم عبر وسائل سميت بالتواصل الاجتماعي وتعتمد على شبكة الانترنت , ثم انفرط عقدها بشكل كبير فتنوعت أسماؤها وطرائقها لينثال الناس عليها ويتزايدوا بشكل لحظي , إلى أن أضحت وسائل تقاطع بما أفرزتهمن إشكالات متعددةبين أفراد المجتمع في وقت كان يفترض بها أن تترك آثراً إيجابياً سواء في علاقات الأفراد ببعضهم أو برفع مستواهم الفكري والثقافي سيما وهو ما استدعى تدخل الدولة بسلطانها لتشريع القوانين الحامية للمتعاملين مع تلك الوسائل أو مستغليها لأي غاية .
وقد اعتمدت تلك الوسائل في غالب محتوى ما تقدمه على أفكار القص واللزق والتكرار كما أن كثيراً من المعلومات المتداولة بها تفتقد لصدق المعلومة ومرجعيتها من خلال عدم الإسناد لها أو ذكر مصدرها ، فيما يتسابق المتلقين لإعادة طرح هذه المعلومة في حساباتهم أو قروباتهم دون محصها أو حتى قبل قراءتها أو فتح مقاطعها، فيستقي معلوماته من وكالة يقولون أو يزعمون، وعليه فلكم تم استغلال سذاجة المتلقين في نشر فكرة ما للإساءة لأحد الأشخاص أو الكيانات ببث معلومة كاذبة أو دعاية مغلوطه ضدهم , كما أنها تحوي انتهاك صارخ لخصوصية الكثير بتطفل من فقدوا حياؤهم ممن زاد بهم الجهل وقل به الذوق..
فنجد من يسارع لتوثيق كل ما يقع أمامه دون أي اعتبار لينشره في ذات اللحظة ليبلغ الأفاق قبل أن يبارح مكانه فضلاً عن نشره لأسرارأشخاص وبيوتات الناس وما يدور بها من التفاصيل الأخرى، وتبعاً لذلك وزيادة في التجهيل وتسطيح فكر المجتمع ظهر علينا من أسمو أنفسهم مشاهير وسائل التواصل كمشاهير الإنستجرام أو السناب أو غيرهما. ليطفوا معهم على السطح طبقات سعت لمجرد حب الظهور تسيء لكل فئات المجتمع بنشرهم أسواء ما لديهم على العلن وتقديمها للآخرين سواء بمحتوى صورةأوفكرة مكتوبة أو موصوفة بالصوت والصورة لتتشكل عن المجتمع صورة ذهنية لا تمحى بسهولة , بينما واقعه يعج بأهل العلم والمعرفة والتميز والذوق الرفيع وقد صرفوا همهم لهذه المعاني فيما خلافهم يصولون ويجولون بكل أريحية دونما حسيب أو رقيب.
تذكرت نماذج في علوم ومعارف وميادين شتيفيما هؤلاء يغشون الأسواق وأماكن التجمعات العامة وهم يجدون من يصفق ويطيل النظر إليهم وبانبهار ويطلب ودهم والتقاط الصور بمجاورتهم وكأنهممن أولئك الفاتحين العارفين، في سني عمري الفارطة ومراحل دراستي المختلفة تعلمت دروساً على أيدي علماء بحق لا يشق لهم في تخصصهم غبار ولا يعرفهم الا القلة وغيرهم الكثير والكثير ممن قدموا النافع والمفيد لأنفسهم ومجتمعهم وللبشرية جمعاء ما يجعلهم مصدرا للاعتزاز والفخر، ثم أتحسرعلى ما نحن فيه من خفض للمرتفع ورفع للمنخفض , فما الذي فعلناه بعقولنا وماذا فعلت بنا عقولنا.
المختصر البصري
- قد لا يتنبه البعض أن كثيرا من ممارسات الأشخاص القولية والفعلية عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تشكل جرائم تضعه تحت طائلة القانون.
- قامت كثير من الدول بإقرار الأنظمة الحامية لمنع الاعتداء على الحقوق الفكرية أو النشر أو التشهير بالغير , وتعد وسائل التواصل ميداناً لها حتى لو كان كل ذلك بأسماء مستعارة أو رمزيه.
- تستغل كثيراً من الجماعات والتنظيمات الارهابية أو المعادية استغلال جهل الكثير بتبعات التوثيق لبعض المواقف المسيئة أوالمواقع ذات الحساسية العالية أو بفعل فضول البعض لنشر الذائعات بين أفراد المجتمع والسعي لخلخلة وهدم مكونات الدول.
التعليقات