كلنا نعلم أن دور القبيلة مهم جداَ و حيوي في بيئتنا العربية التي تناقلت العادات الأصيلة وجاء الأسلام وعزز دورها وأصبحت مؤطرة بتعاليمة وتاكيداً على حسن العادات ونبذ المحرم منها ..وفي ظل طغيان كسر حواجز الحياء والعيب في زمننا لأختراق الأخلاق والقيم وهجرة الفكر والتقليد عبر الفضاء بالأنترنت وما في حكمها من عولمة الفهم حيث أصبح العدو (يتجول في منازلنا بدون أذن أو علم مسبق من خلال أجهزة الجوال والحاسب الآلي ضمن شبكة الأنترنت العالمية والتي أصبح العالم كله عبارة عن قرية صغيرة تتجول بها حيث وكيفما شئت .. ).
وما يحدث في مجتمعنا بالذات من خروج ملفت للنظر من قيمه وفكره ومنهجه هو ضمن غزو فكري يراد به تغريب القيم والخلق والأبتعاد عن خصوصيات الوطن الكبير الذي أنطلق منه نور الحق والفضيلة والحياة الحقيقية للعالم .. ضمن مخطط رهيب لتجريد الناس من كل مبدأ مهم يحض على حياة فكرية مفروضه علينا من الله لعبادته وأخلاص ذلك له وحده بأتباع تعاليم دينه الحنيف وآدابه ومن ضمنها حقوق الوالدين وحقوق المجتمع فهذان الخليط يكونان الأسرة والقبيلة والوطن والسكن والأمان والثقة …الخ ..
ومن ضمن ما يعجبني في تأصيل القبيلة للخلق هو مبدأ ((العيب المجتمعي )) وهو رغم أفوله قليلاً إلاّ أنه يبقى لدي معظم الناس خطوط حمراء لا يتجاوزها تبعاً للتقاليد والتوريث في مجتمعنا العربي الأصيل .. و يعد أحد موانع الخروج عن المتعارف عليه في بيئتنا بل ويبقى حزاماً للأمان في ظل ما يستجد يومياً من فتن …أجارنا الله وإياكم منها ..
و في أجتماع القبيلة الإيجابي والتناصح وتمسكها به ضمن تعاليم الدين الأسلامي وتاريخنا المشرف الذي نقل بالتواتر من أجدادنا والحفاظ على منهج القبيلة التي أيده الأسلام ونبذ أي خلق ذميم ..ونشر المحبة والتألف والتعارف وكذلك الأعتزاز بالوطن وبحمايته وما قدمه آبائنا وأجدادنا من تضحيات لنصل الى ما وصلنا اليه اليوم ضمن منظومة القبيلة الكبيرة وهي الوطن ..وتظل كل قيم القبيلة تحمي دورها في صناعة الآجيال متفهمة بالقادم وغير متناسية للماضي وحريصة على التعاضد والتوافق لأجل لا ينال عدونا منا ولايرى جبن أو خذلان أو تفرقة وجاهلية جديدة …تُخرج لنا شبابا آذلاء منكرين فضل دينهم و أهلهم وآسرهم ووطنهم وحكامهم وكذلك عنصر الموضوع قبائلهم التي ينتسب اليها وفخرهم بها .فهي داعم كبير للتمسك ببعض قوائم الدين العظيم ..وأرى أن التثقيف القبلي يجب أن يحضر بمنهجّية مستمدة من الدين الأسلامي وتشريعنا بالدولة لتقل نسب نكران جميل الوطن ونكران جميل الوالدين وبالتالي القبيلة والفخر بالنسب والدولة .
التعليقات