الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

الأمن العام – بقلم الكاتب أ. حسن علي العمري

الأمن العام – بقلم الكاتب أ. حسن علي العمري

 

أهم أركان النظام العام والمظهر الرئيس لوجودية الدولة وسلطانها ومن صوره الجلية المرتبطة به ارتباطا وثيقا ويهدف لحماية النظام العام عبر ممارسة كافة إجراءات الضبط الإداري في عموم الميادين سواءً كان عاماً أو خاصاً .

وتسعى تلك الإجراءات في مجملها لوضع مجموعة من الإجراءات والنصوص التي تنظم الحريات العامة من جهة وسلطات الجهات الضبطية من أخرى بأطر مرنة للغاية تبعاً للزمان والمكان وما يحاط  بهما من ظروف متغيرة بشكل يومي بحيث يحافظ على عدم تحديد هذه الواجبات وحصرها حتى لا يفسد في المجمل مفهوم النظام العام , وليترك بعد ذلك تحديد بعض الأطر وتقدير سلامة غاياتها للقضاء الإداري منعاً للتوسع فيه من قبل جهة الإدارة وسلطة إنفاذ القانون .

ويذهب كثير من فقهاء القانون والقضاء الإداري إلى اتساع مفهوم النظام العام بالنظر لتطور واضطراد أعمال الضبط الإداري وغاياته المتعلقة بواجبات الدولة ومهامها الحديثة ليشمل مبادئ أوسع من الأمن العام والصحة العامة والسكينة العامة والآداب العامة ، فتجعل لسلطات الضبط الإداري – في مجال المحافظة على النظام العام – الحق في منع أي مظهر مخالف للأمن يشكل تهديدا حالاً أو محتمل الوقوع استناداً إلى نظرية الضرورة .

وتشكل أعمال الضبط نشاطاً حكومياً حصرياً ينحسر بمرور الوقت إلى الأركان الرئيسة للنظام العام . وعند ما يرد مفهوم الأمن العام في القانون فيراد به  فرض الحماية لكافة أفراد المجتمع من الجرائم والأخطار والحوادث التي تهدد أنفسهم أو أعراضهم أو أمنهم النفسي أو الفكري أوممتلكاتهم سواء كانت بفعل البشر أو المخاطر الطبيعية كالفيضانات والحرائق وخلافها .

وعندما تمارس السلطة المعنية أي أمر يتعلق بالأمن العام فغايتها توفير السلامة العامة بأعلى درجة ممكنة ليبقى أفراد المجتمع بأمن وسلام في غدوهم ورواحهم وفي طرقاتهم ومساكنهم ومتاجرهم لتحقيق حرية الأفراد في التنقل والحركة دون خوف أو توجس ، وبما يمكن من خلالها خلق ممارسات توازنية بين مبدأ كفالة الحريات الشخصية وتطبيق سلطة النظام .

وهنا فلا تستطيع السلطات القائمة على الأمن العام أن تلجأ لتقييد حرية الآخرين ما لم تكن ممارسة هذه الحرية تنطوي على إخلالاً بالنظام العام لأن واجب الدولة أن تتخذ من الإجراءات ما يطمئن به الإنسان على نفسه وماله ومسكنه فغاية استتباب الأمن العام أن يعطي أفراد المجتمع شعوراً بالطمأنينة والراحة والأمان ليساهم ذلك في استقرار المجتمع بنشوء أفراده صارفين همهم وتفكيرهم لأساليب إيجابية للعطاء دون توجس أو خوف أو قلق على أمور أخرى .

المختصر البصري

  • يتجاوز مفهوم الأمن العام التقليدي في بعض الدول إلى أوسع دائرة ممكنة كمحاربة الفساد الاقتصادي والتطرف الديني وقد يصل إلى أدق التفاصيل في أوجه أخرى .
  • يعد الأمن الاقتصادي أحد المجالات الهامة المتعلقة بالنظام العام وهو حق الفرد في الحصول على احتياجاته الأساسية والعيش بمستوى معين مع سن القوانين الضامنة لذلك وتطبيقها .
  • تلتزم الدول في دساتيرها بتوفير التعليم ومؤسساته وحرية العمل والكسب ويعامل كافة فئات المجتمع على قدم المساواة دون التمييز بينهم على أسس دينية أو عرقية وهو ما يحقق الأمن الاجتماعي .
  • الأمن السياسي هو إقرار الدستور والقوانين بوجود وممارسة لكافة المجالات الحياتية المختلفة الاجتماعية والثقافية وغيرها .

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *