صحيفة النماص اليوم :
قال الخبير الجيولوجي د. عبدالله العمري، في حديث له، إن المياه الموجودة حالياً في الربع الخالي، موجودة في تكوينات جيولوجية لوقوعه في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، ويغطي مساحة كبيرة جداً، وجميع مجاري المياه تأتي من الدرع العربي ومن شمال السعودية، من وادي الرمة والعديد من الأودية. وأكد العمري قائلاً: “قمنا قبل 3 سنوات بعمل دراسة لاستكشاف الموارد المائية في الربع الخالي، ووجدنا نوعين من المياه، ومنها المياه القريبة من السطح وفترة بسيطة وتنتهي بالتبخير، كحال المياه الموجود حالياً بعد الإعصار الأخير، والمياه الأخرى مياه موجودة في متكونات جيولوجية يصل عمقها إلى 4 كلم تحت سطح الأرض، فهناك مياه غزيرة جداً في مناطق الربع الخالي في موقع يبعد 500 كلم عن مدينة حرب”. وأشار إلى الدراسات الاستكشافية في الربع الخالي التي أثبتت أنها صحراء غنية بالثروات المائية، ولكن نسبة كبيرة من المياه الموجودة تحتوي على نسبة عالية من الكبريت، وليست مستمرة في موقع واحد. وكان يعتقد في الماضي أن الربع الخالي عبارة عن أنهار جارية، وهي فكرة سائدة، ولكن الدراسات الجيوفيزيائية كشفت مجاري مائية عميقة بعضها مستمر والآخر منقطع، وبعض المواقع غنية بالمياه، وأخرى فيها تكوينات ثم طبقات البترول والغاز. والمياه تزداد جنوب شرق على الحدود السعودية الإماراتية والعمانية، وهي مناطق غنية بالمياه بسبب وجود المنخفضات المائية، لأن المياه تتجمع باتجاه الميل وميل الطبقات تجاه الشرق أو الجنوب الشرقي. وعن تأثير المياه الموجودة بعد الإعصار قال العمري: “إن هذه المياه سطحية وتحتاج لسنوات طويلة حتى تتحول إلى جوفية، والمياه الموجودة في الريع الخالي معظمها تشكل مع العصر الجليدي الذي غطى العالم كله قبل 10 آلاف سنة، وهذه المياه قابعة في أسفل الكثبان الرملية”. وعلى الرغم من قسوة البيئة الطبيعية في هذه المنطقة، وخلوها من النشاط البشري، إلا أنها تزخر بثروات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي والمعادن المشعة والرمال الزجاجية والطاقة الشمسية، وتبين من حفر الآبار الاختبارية في شرق وجنوب شرق صحراء الربع الخالي، أن المياه توجد بكثرة في تكوينات الأيوسين الجيرية، وهي نفس الطبقات الحاملة للمياه في إقليم الأحساء.
التعليقات