الرفق من سمات الأنبياء؛ يزين الأعمال ويقارب بين القلوب. و “التطرف – والتزمت – والتشدد “مهلكة وخذلان ” فما خير رسول الله بين أمرين إلا أختار أوسطها . – فلا تكن لين فتعصر ولا يابسا فتكسر . – عليك بأوساط الأمور فإنها ..* نجاة ولا تركب ذلول ولاصعب*
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضر كوضع السيف في موضع الندى . * نعم الرفق في حالة تزايد الشر ليس رفقا بل كما قيل * وحلم الفتى في غير موضعه جهل – فالقسوة والحزم احيانا رحمة من مغبة خروج البعض عن” فروض الأدب “. أي أنها ” تجنب ما هو أصعب ” وبما إن الشفقة والعفو والتسامح طابع حث عليه الدين – إلا أنه لا يعني ترك الحبل على الغارب ليفعل المرء ما يشاء وتصبح الحياة مرتع للفوضى ..
بل يجب التعايش مع الظروف والإمساك بزمام النفس وكبح جماحها بالتوجيه والمحاسبة عند التهاون في الواجبات فذلك من حسن التدبير والحفاظ على الاستقرار والإتزان – كما يجب أن لا نساوي ممتثل الأوامر بفاعل المحضور . * فالعفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم وإحسانك في النذل يبعثه على معاودة الإساءة – أما احسانك في الحر فهو أداة تحركه على المكافأة والارتقاء في سلم المعالي. ومن هذا المنطلق عامل الاحرار بالكرامه؛ وعامل الأوساط بالرغبة؛ وعامل السفلة والأنذال بالهوان. فمساواة الناس في المنزلة ليس عدلا – لأن في ذلك تزهيد لأهل الإحسان وتعزيز لأهل الإساءة.
( فإذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا ) وفي كل الأحوال لا يراك الله حيث نهاك – ولا يفقدك حيث أمرك. و ”
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر * على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يرفع نفســـه * إلى طبقات الجو وهو وضيـــع
فما تواضع لله أحد إلا رفعه.
ولنتذكر أن الهدهد قال لسليمان ” احطت بمالم تحط به ‘ وجئتك من سبأ بنبأ يقين ” فلسنا اعلم من سليمان ولسنا أدنى من الهدهد. ولا ينبغي أن نحجر على عقولنا ونتبع الهوى أو بعض النظريات الوضعية فمعضمها جهد بشري لا يدعمه الهام رباني. ولنأخذ بشرع الله وأقوال نبيه وسيرة الصالحين وما يتفق مع العقل والمنطق ولا نتأفف من أخذ الشور والخبرة من اهل المعرفة فمن أعجب برأيه ذل – ومن استغنى بعقله زل –
فإن لم تجد قولا سديدا تقوله * فصمتك عن غير السداد سداد
أخي / أنتبه أن تترك اسرتك دون رعاية ورقابة وتوجيه وأحذر من المبالغة في إتباع مسوغات ( سن المراهقة ). فقد تقود إلى الضياع وينشأ فينا من يَعصي أباه وأمه ويرفع صوته عليهما ويمتد خطره لعقوق المعلم والقيادة ومبادئ الأمة.
( فالمراهقة ) قد يكون ترخيص لعمل مايريده الشاب دون محاسبة * فلا تتفرج على اولادك وهم يغرقون في التيه والانحراف. وتبرر لهم اقتراف السؤ بمفهوم المراهقة. ففي ذلك ” برمجة العقل اللاواعي. أي كأننا نقول ( المجتمع سيغفر لك كل ماتصنعه في سن المراهقة ). وبهذا الغزو الفكري نسينا بأن سن المراهقة هو ” بداية التكليف الشرعي “. فهو سن الرشد والعمل والتحصيل وليس الطيش ..
* ففاتح الأندلس عبدالرحمن الناصر 21 سنه.
* و محمد الفاتح 22 سنة.
* وقائد الجيش في وجود أبو بكر وعمر هو – اسامة 18سنه.
* وفاتح السند القاسم 17 سنه.
* وأول من رمى بسهم في الإسلام سعد بن أبي وقاص 17سنة.
* وفاتح بيته للنبي بمكة هو الأرقم 16 سنة.
* وأكرم العرب في الإسلام طلحة 16 سنة.
* والزبير 15 سنة أول من سل سيفه في الاسلام.
* وسيد قبيلة تغلب، أقوى قبائل العرب قبل الاسلام هو عمرو بن كلثوم 15 سنة.
* ومن قتل أبو جهل في بدر هم : – معاذ بن الجموح 13 سنة، ومعوذ بن عفراء 14 سنة.
* وزيد بن ثابت حفظ لغة اليهود في 17 ليلة وعمره 13 سنة.
* وعتاب بن أسيد 18 سنة ولاه النبي مكة حين خرج للغزو.
– إنها تربية سادت في عصرها.
واليوم نحمد الله – نعيش في ظل قيادة تميزت بالحرص على تحقيق عوامل الحياة الكريمة. فاشكروا الله وأنشروا الطمأنينة؛ فمن جعل الحمد خاتمة النعمة جعلها الله فاتحة المزيد – ولا عذر لنا فمراجعة الواقع والسير لبناء الإنسان على أسس ثابتة توازن بين الأخذ بأحدث الأساليب والمحافظة على القيم والمبادئ والهوية مسؤلية الأسرة ومن تولى أمور التربية – لتنشئة أجيال تعقد عليها الآمال . بعيدا عن قائمة المعاذير و أساليب ” سايروه – ولا تضايقوه – و… و….” التي قد تعد شخصيات رخوة لا يعتمد عليها.
التعليقات
4 تعليقات على "التنشئة وفروض الأدب – للكاتب أ. عبدالله بن ضايح العمري"
مقال رائع ابا سعيد الله يصلح الذرية لنا ولك ولجميع المسلمين آمين
الله يعطيك العافيه مقال رائع
جميل أبا سعيد ولا يستغرب منك مثل هذا
جميل أبا سعيد ولا يستغرب منك مثل هذاونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين