الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

أوهن البيوت – بقلم الكاتب أ. عبدالله ضايح العمري

أوهن البيوت – بقلم الكاتب أ. عبدالله ضايح العمري

       
قال تعالى “مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا  وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون “

– الأعجاز العلمي:-
في قوله تعالى ” اتخذت بيتا ” دقة علمية تعني أن انثى العنكبوت  هي التي تنسج وتبني البيت لوجود:- 
١-  غدد إفراز الخيوط في جسدها.
٢- برامج البناء وتشييد البيت في ادمغتها.
٣- المهارة الهندسية  التي وهبها الله.
٤- القدرة على نسج – خيوط الإنذار وخيوط سلة البيض وخيوط بناء البيت.

والسؤال :- هل كان في زمن الرسول (ص) أحد يعلم بأن الانثى هي التي تبني البيت؟ وهل كان في حينه مجهر ووسائل لكشف هذا السر ومعرفة تركيب ووظائف الأعضاء ؟  .
الجواب ( لا)
ونظرتنا للعنكبوت أنها كائن لا يشد الإنتباه؛ ومع ذلك ذكرها الله – وزودها بقدرات خارقة  “صنع الله الذي أتقن كل شيء”.  فبأمره  نسجت على الغار بيتها ليرينا الله نصره وحفظه لرسوله ورد أعداءه بأوهن الأسباب.  وضرب  بوهن بيتها  مثال رائع للتفكك والإنهيار.  

* – حقائق علمية :-  
(١) – الوهن/ ليس في الناحية البنائية
      – فخيط العنكبوت أمتن وأقوى بخمس مرات من خيط مماثل من الفولاذ بنفس السمك. 
      والشبكة تحبك بشكل هندسي رائع. 
(٢) – الله قال ” أوهن البيوت ” – ولم يقل اوهن الخيوط.
(٣) – الآية تتحدث عن وهن البيت كمثال لحال من ترك عبادة الله ليعبد من لا يملك لنفسه نفعا. 
(٤) – المعنى ضمني * فبيت العنكبوت قائم على عوامل الوهن التالية:- 
( أ ) وهن الأنانية وحب الذات وعدم مراعاة الآخر.
    فالام تفترس الذكر بعد التلقيح. 
    والابناء تفني بعضها بالغدر والإفتراس.
    ومنها من تبني البيت ثم تهدمه وتأكله.  

(ب) الوهن الأجتماعي: المتمثل في الإنعزالية وتفكك العلاقات الأسرية والخصومات وفقدان الروابط الاجتماعية والأمن وحقدها في تقطيع خيوط الانذار التي نسجتها اختها على بيتها لقطع الاتصال ثم الغدر بها وافتراسها.  

(ج) وهن القوانين التي تحكم البيت،  فالسيادة للأقوى حيث  أعد البيت كفخ ومصيدة وكمين  يقتل فيه من يقترب من نفس العائلة ( كالنار تأكل بعضها ) فلا قوة مع هذا السلوك الذي هو “عين الوهن “

(د) وهن الحرمان من معاني المودة والرحمة التي تبنى عليها البيوت فلا أمن ولا سكينة مع هذه الشراسة والإنتهازية التي جعلته أسوأ البيوت على اﻹطلاق وهذا مثال رائع للتفكك والإنهيار وهو ( الوهن المعنوي) وجاء في نهاية الآية : “لو كانوا  يعلمون” 

السورة تتحدث من أولها لآخرها عن الفتن. وذكر قصص انهيار الحضارات بأسباب بسيطة. “أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ” – ” ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله “

– ملاحظه / وكالة ناسا وضعت نموذج رياضي فوجدوا أن انهيار الحضارات حدث بسبب التفكك الاجتماعي. كحال أفراد بيت العنكبوت.

س/ ما علاقة الفتن بالعنكبوت ؟ 
ج/ تداخل الفتن يشبه خيوط العنكبوت وهذا مثال للتشابك والتداخل فلا يستطيع المرء أن يميز بينها لكثرة تعقيداتها وبما يجعل الحليم حيران. “اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ”  سبحان الله.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *