منذ أن فُرضت اختبارات قياس، والتي يطبقها المركز الوطني للقياس على الخريجين والخريجات الجامعيين، تحت اسم اختبار الكفايات، والكثيرون يعانون سنويًّا أشد المعاناة معها، حتى إنها باتت تشكل هاجسًا مرعبًا للكثيرين منهم، هذا بخلاف استنزافهم ماديًّا وذهنيًّا ونفسيًّا، والمحصلة في غالب الأحيان (غير مجتاز) وهو ما يعني عدم أحقية المتقدم للوظائف التعليمية، وعندها عليه الانتظار عامًا آخر ودفع رسوم جديدة، ومن ثم إجراء اختبار جديد وهكذا!
آخر ضحايا الاختبار القضية، ولن يكونوا الأخيرين، خريجو قسم الرياضيات والذين أُجري لهم الاختبار يوم الأربعاء الماضي، وخرج الكثيرون منهم في حالة من التذمر والسخط والإحباط على ضياع مستقبلهم، بحسب وصفهم وبقائهم تحت مقصلة هذا الاختبار والذي وصفوه بالتعجيزي!
كل ذلك جعلهم يتظلمون ويطلقون هاشتاقًا بتويتر متطلعين لأن يوصل أصواتهم، وقد جاء تحت عنوان “كفايات رياضيات تعجيزي”، ووصل مباشرة للترند العالمي وحظي بتفاعل كبير.
ومن أبرز الملاحظات التي أجمع عليها المشاركون بالوسم هو اعتراضهم على تقليص عدد الأسئلة من 60 إلى 50 سؤالًا، وتقليص زمن الاختبار من ساعتين إلى ساعة ونصف، وحصر درجة الاجتياز عند الـ 50، وهو ما يرون بأنه وفي ظل تقليص عدد الأسئلة كان يفترض مباشرة تقليصه إلى أقل من ذلك، كما تساءلوا بحيرة عن أسباب استبعادهم من القبول بالوظائف الإدارية، وقصرها على التخصصات الأخرى؟!
ومن التغريدات التي لاقت رواجًا تغريدة جاءت في غاية المنطقية تساءلت بحسرة: “كيف تختبرون أهليتنا للوظائف التعليمية من خلال قياس، بينما من يقوم بتدريس الرياضيات في بعض المدارس معلمي أو معلمات تخصصات أخرى.. فهل هم مؤهلون لتدريس الرياضيات أكثر منا؟!”.
مشاكل اختبار كفايات لا تتوقف عند هذا الحد، فهناك معضلة الازدحامات والاختناقات الهائلة في جميع مناطق المملكة وقت انعقاد الاختبار، هذا بخلاف تجشم الكثير من المقيمين بالقرى والهجر وأطراف المدن سنويًّا عناء السفر لمسافات طويلة من أجل الوصول لمواقع إجراء الاختبارات بالمدن الكبرى، وفيهم الكثير من كبار السن.
أما الأغرب من كل ما سبق فهو كيف تُجرى هذه الاختبارات لبعض من ينتظرون التعيين من سنين طويلة لم يكن فيها لا اختبارات كفايات ولا قياس ولا غيرها لتأتي الآن وتفرض عليهن؟!
التعليقات