مكة والمدينة
تبسّمَ الفجرُ حتى أبْهجَ السُحُبا
وأسعدَ الأرضَ والأفاقَ والشُهُبا
في مَهبطِ الوحي جاء النورُ يحضنهُ
ليلبسَ الدهرُ أثْواباً له قُشُبا
كأن شمسَ الضُّحَى من مكةَ انبثقتْ
فغطّتْ الكونَ والأفلاكَ والحُجُبا
تَناثرَ الدّرُ هَدْياً مِن أشعّتِها
فَلاَحَ بالحُسْنِ حتى شابَه الذّهبا
هَفَتْ قلوبُ الورَى في كلِّ ناحيةٍ
من مكةَ النورِ واشتاقتْ لها طَرَبا
وهذه طَيبةُ الأمجادِ قد خَرجَتْ
تُرددُ الشعرَ والتّكْبيرَ والخُطَبا
جاءتْ لِتَلقَى نَبِيَ اللهِ في فَرَحٍ
فيملأُ المجدُ من تاريخِها الكُتبا
وشعَّ منها ضِياءُ الحقِّ مُنطلِقاً
حتى أرَى اللهُ منه العُجْمَ والعَربا
مناهلُ الطُهْرِمِنْ أعْماقِها نضَحَتْ
وخيرُها اليومَ نضّاحَاً ومانَضَبا
قد شرّفَ اللهُ أرضَ الوحي قِبْلتَنا
فالعِزّ قد حَلَّها حَقاً وماذَهبا
أتَى مع فَجْرنا الوضّاءِ مُبتسِماً
وسوفَ يَبقَى فَدِينُ اللهِ قد غَلَبا
شعر
رافع علي الشهري
التعليقات