السبت ٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

شكراً قينان – بقلم الكاتب أ. سلطان بن غرمان العمري

شكراً  قينان – بقلم الكاتب  أ. سلطان بن غرمان العمري

.

انتشر مؤخراً بعضاً من مشاهد العنف لطلاب التعليم أثناء اليوم الدراسي التي كان الفصل فيها أشبه بساحة قتال وتصفية حسابات من معلم شرس كشر عن أنيابه على طالب وديع ، نقل من خلالها دور المدرسة من التعليم إلى دور غير تربوي ممزوجاً بألفاظ سوقية غير مهذبة ولا تدل على بيئة تعليمية صحيحة ، فمهما صدر من الطالب من سلوكيات غير أخلاقية أو غير تربوية فهناك لوائح واضحة وتدرج في العقوبات النظامية تتبعها المدرسة بهيئتها الإدارية والتعليمية وليس لهم الحق مطلقا في المساس بالطالب أو ضربه بأي وسيلة وأي طريقة ، وببساطة .. فولي الأمر يرسل ابنه أو ابنته للمدرسة كل يوم لينهلوا من العلم ويزدادوا تحصناً به وليس لسماع الكلام البذي والتهجم والعنف والضرب لتصبح المدرسة عامل قلق نفسي وعصبي يؤثر سلباً على نفسية الطالب.

وزارة التعليم تبذل جهود جبارة في تسيير العملية التعليمية بنظريات حديثة متطورة بعيداً عن الأساليب القديمة التي تسببت في عزوف العديد من الطلاب في وقت مضى عن مواصلة تعليمهم وجعلتهم في مواقع لا يستحقونها ومرضى نفسيين بتلك الأساليب الحقيرة ، وما يألمني وفي واقع الأمر وجود معلمين ما زالوا يرون التعليم بالضرب فقط هو الوسيلة الصحيحة انطلاقاً من سذاجة وقل معرفة وعدم قدرة على احتواء الطالب تربوياً والتعامل معه بكل أسف، وقد تكون انعكاسات نفسية على هذا المعلم أيام طفولته بأن عاش أيام ذل وإهانة فيرغب في أن يعيشها غيره اليوم ، وما يزيد الجرح ألماً حين اجتماعي ولقائي ببعض الأصدقاء من المعلمين وهم يتندرون ويضحكون بمواقف التعذيب النفسي والجسدي واللفظي التي يمارسونها على الطلاب مما تشمأز منها النفس البشرية وكأنها مواقف رجولية بطولية قاموا بها تحسب لهم .

وللأسف يكون تبرير هذا الهجوم الشرس هو الغضب وانفلات الأعصاب ، فما ذنب الطالب المسكين بانفلات أعصابك ، وأين المنهج الإسلامي والأخلاق السامية في التعامل حين كان قادة الجيش يوصون الجند في المعارك أثناء الفتوحات الإسلامية بعدم تعذيب الأطفال وكبار السن وعدم إهانة النساء وهم في أوج المعركة والسيوف مرفوعة والدماء تسيل ، ومع ذلك كانت تحكمهم الأخلاق الإسلامية بلا انفعالات خارجة عن التعليمات التي يدعيها بعض المعلمين كتبرير لضرب الطلاب، وهذا فيه درس مهم لبعض المعلمين بأهمية الإصغاء وتنفيذ التعليمات والتعاميم القاضية بذلك من وزارة التعليم .

هذا الأسلوب الوحشي الغير أخلاقي غير متبع في الجامعات علماً بأن الفترة الزمنية بين طالب الصف الثالث الثانوي وسنة أولى جامعة أشهر قلائل فقط ، فلماذا أساتذة الجامعات لا يتخذون نفس الأسلوب الذي يتبعه بعض المعلمين بالضرب والشتم والألفاظ البذيئة على الطلاب ، لسبب بسيط الجامعات تركز على التعليم فقط أما التربية فليس دورها ، ومن هنا جاءت الوزارة مشكورة لتضع حداً منيعاً ضد هذه العينات من المعلمين الذين أسائوا لحقل التعليم والمعلمين الناضجين بمنع الضرب تماماً انطلاقاً من الإحصائيات التي لديها حول نتائج ذلك التعنيف من بعض المعلمين والمشاكل النفسية والجسدية التي سببوها للطلاب ، وقامت بتغيير اسم الوزارة بحذف (التربية) والاكتفاء بـ (التعليم) فقط لتصبح (وزارة التعليم) ، فالتربية تنبع من المنزل ، ولمن خالف السلوكيات العامة من الطلاب بتحرش أو مخدرات هناك جهات مختصة تقوم بدورها على أكمل وجه وليس دور المدرسة والمعلم على الإطلاق أن تقوم بدور القاضي والجلاد والشرطة ومكافحة المخدرات وغيرها من الجهات المختصة .

عدت لمقال الكاتب قينان الغامدي الذي ذكر فيه ما يلي : ( المعلمون والمعلمات أكثر العاملين تسيباً وتشكياً وضعفاً تأهيلياً صارخاً، وأقلهم ثقافة وعطاء، والشمس لا تغطى بغربال، واقعهم يتحدث بوضوح ، أنا شخصياً أعرف معلمين ومعلمات كثيرين لم يقرأ أي منهم كتاباً واحداً لا في تخصصه أو خارجه، منذ أن تَخَرّج من الجامعة وحتى اليوم ، أغلبية المعلمين والمعلمات يعانون من تأهيل ضعيف وضحالة ثقافة وكسل وتسيّب، وأنا أعرف أعداداً كبيرة واقعهم مؤسف مخجل ولن يتطور التعليم دون تدريب مكثف وحزم صارم ، وإذا طبقت الوزارة اختبارات قياس على المعلمين الحاليين واجتازها 60 % منهم، فأنا مدين لهم باعتذار مكتوب ومعلن ، مستوى المعلمين مخجل وسيئ، و50 % من المتقدمين للوظائف التعليمية يفشلون في اجتياز اختبارات “قياس”، مستوى المناهج والمباني المدرسية شماعات يعتمد عليها المعلمون ليعلقوا فشلهم ويجب أن يتعامل المعلم مع الواقع”، والتقييم الذي تجريه الوزارة في مدارسها سنويًّا غير عادل يساوي بين المعلم المتميز والمعلم الكسول في المكافآت).

ومن استخدم الضرب وسيلة في التعليم فهو ضمن وصف قينان بلا شك لأن الكادر البشري غير مؤهل تماماً وينقصه الكثير  .. ختاماً .. كسر الله يد كل معلم يمد يده بالضرب على الطالب مهما كان خطأه فالوزارة أعلم وأجدر بالإجراءات ..

ومن سلطان شكراً قينان .

.

مقالك37

 

التعليقات

تعليق واحد على "شكراً قينان – بقلم الكاتب أ. سلطان بن غرمان العمري"

  1. مقالك فيه الصواب وفيه الخطأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *