الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

هيئة الترفيه وأثرها في المجتمع – بقلم الكاتب أ.صالح حمدان الشهري

هيئة الترفيه وأثرها في المجتمع – بقلم الكاتب أ.صالح حمدان الشهري

 

الترفيه فطرة بشرية تهواها النفس وترغبها وتطبقها الشعوب وفق ثقافتها ومعتقدها ومُرحب بها في المدن والقرى والهجر، والترفيه مطلب وطني وشعبي ولكن بما يتوافق مع ديننا وثقافتنا وخصوصيتنا وإرثنا الحضاري والتاريخي وليس الترفيه الغربي الذي عموده الفقري المرأة التي جردوها من قيمتها الإنسانية وقدسيتها وذهبوا بها  بعيدا حتى أصبحت سلعة رخيصة تتلقفها الأيدي وتلهوا بها في المسارح والبارات والمراقص دون اعتبار لأنوثتها كأم وزوجة وأخت وسيدة أعمال، وإسقاطها في أتون احتفالاتهم الصاخبة، والاختلاط مكمل لهذه الصورة والعري والتبرج والسفور شرط أساسي لاستكمال الصورة لهذه الاحتفالات بكل مكوناتها الذكورية والأنثوية والآلات الموسيقية وايقاعاتها السريعة والإضاءات بكل الوان الطيف.

وأعتقد جازما أن مجتمعنا السعودي بخصوصيته الدينية والثقافية والتاريخية لا يتوافق بفطرته السليمة مع هذه الصور القاتمة لهذا الترفيه المتدني في قيمه الأخلاقية والسلوكية، إنني أخاطب معالي رئيس وأعضاء هيئة الترفية  الفضلاء في المملكة العربية السعودية مراعاة هذه الجوانب المحظورة حفاظا على طهر وقداسة مجتمعنا السعودي انطلاقا من ديننا الحنيف وشريعتنا السمحة الوسطية، فلا إفراط ولا تفريط وأقول لهم ما قاله الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام  : ( من سن سنة حسنه فله أجرها واجر من عمل بها الى أن تقوم الساعة ومن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى أن تقوم الساعة ). أو كما قال عليه الصلاة والسلام .

إنها أيها السادة والسيدات لا تسقط القيم والأخلاق في المجتمعات إلا بأسباب الترفيه المتدني للقيم والأخلاق والمعتقد ولنا في التاريخ عبرة وآية، 

وكما قال عمر الخيام :   ومن رضي الحياة بغير ديـن  ..  فقد رضي الفناء له قرينا

وكما قال شوقــــــــي :  وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ..  فأقم عليهم مأتما وعويلا

أيها السادة والسيدات إن حديث المجالس في هذه الأيام يدور حول هيئة الترفيه مالها وما عليها والكل أجمع على تجاوزها لبعض المحاذير الدينية وهذا يؤكد ثبوت العقيدة ورسوخها في المجتمع السعودي الذي يحتضن بين ظهرانيه مكة والمدينة مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية التي انطلقت الى العالم بصفائها ونقائها وطهرها ليعم الاسلام ويسود السلام وما هذه إلا خواطر مواطن غلب عليه حبه لدينه ومليكه ووطنه فأراد أن يذكر الأخوة الفضلاء في هيئة الترفيه انطلاقا من قوله تعالى : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) صدق الله العظيم

وان في ديننا فسحة ولا نضيّق واسعا ولكن لهذا الدين العظيم ثوابت يجب المحافظة عليها وعدم التفريط فيها والعض عليها بالنواجذ وأقول لكتابنا الموقرين ما قاله احد الحكماء  :

فلا تكتب يمينك غير شيء .. تود في القيامة أن تراه

فالتاريخ لا يرحم والديّان لا يموت والعمر قصير والحساب عند الله عسير وأخذ العبر والعظة من الأحداث من حولنا ومن يتق الله يجعل له فرجا ومخرجا وعلينا أن نحمد الله ونشكره على ما نحن فيه من أمن وارف وقيادة حكيمة ورغد عيش وحياة كريمة ونجتهد كل فيما يخصه لخدمة الدين ثم المليك والوطن والحمدلله رب العالمين.

                                    مقالك37

 

التعليقات

2 تعليقات على "هيئة الترفيه وأثرها في المجتمع – بقلم الكاتب أ.صالح حمدان الشهري"

  1. ((من أصبح آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ….
    اخي صالح لك تحياتي :
    ان شرح الحديث أعلاه هو المعنى الحقيقي للترفيه .
    1- أمن المواطن والوطن .
    2- الصحه والرعايه الصحيه .
    3- تأمين رغد العيش السليم .
    4- العلم والتعليم السليم .
    لا اخالف نص الحديث الشريف للحبيب المصطفى صَل الله عليه وسلم
    ففي هذا الزمان نبني عليه معاني كثيره منها الترفيه .

  2. اخ صالح الموضوع كتب فيه الكثيرون ومعظمهم كما فعلت انت تخاطب اداره او شخص تحاول ان تذكره في امر هو عالمه بينما الترفيه اساس فكرته هو التقوقع الاجتماعي الذي ولد جيل ينفجر فوضى وعدم احترام للانظمه عندما يسافر خارج حدود المملكه بسبب الكبت وعدم وجود ادوات اللازمه للترويح عن نفسه فالرقصات الشعبيه وخلافها هجرت بل حرمت من الكثيرين والغناء هجر وحرم من الكثيرين فالمسارح التي كانت على مدى عقود اوقفت وماذا نتج عن يلك شباب متطرف في الدين واخر متطرف في المجون فما الدرباويه والبويه والسحق الا نتائج هذا الكبت الجائر على مجتمع بيد مكوناته جميع شبكات التواصل في العالم مطلع على مايجري ويتوق لها بسبب الفراغ الكبير الذي عجزت جميع الحركات الشبابيه والتعليميه والادبيه الاعلاميه من سد هذه الفراغات فالهيئه فكرتها جميله بل رائعه وماقامت به الى الان رائع وفي حدود الدين والدنيا لكن المشكله ان هناك بعض من شرائح المجتمع قد تكون غير متدينه فهي اما ملحده شيعيه صوفيه او اي مذهب كثر وبين ظهرانيناوماقامو به يعتبر عادي ووضع الترفيه لامثالهم حتى لاينفجر المجتمع من الكبت وهنا يتدخل المتحدثون امثالك في طلب مراعاة الخصوصيه وهذا طلب مستحيل فمراعات الادب والدين من التربيه وليس من الهيئه فاذاولدك وولدي صايعين فسيتصرفون كذلك وهم قله واذا مؤدبين فسوف تراهم في الحفل مراعين ذلك لذلك لابد من نصح الاباء والمجتمع وليس الهيئه لانه مضيعة للوقت والهدف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *