عندما يغرد الزعاق معلناً عن دخول فصل الصيف ، يتأهب سكان بعض المدن لاستقباله بصيانة أجهزة التكييف، وتجنب العمل أو البقاء في أشعة الشمس لساعات طويلة، حتى إن البعض يضطر لتغير جدوله اليومي، فتراه يحرص على تأخير المواعيد وانهاء الالتزامات التي تستدعي خروجه إلى ساعات متأخرة من النهار، حيث تكون قد انخفضت فيها درجة الحرارة من مستوى يتخطى الخمسين درجة إلى ما هو دون ذلك ..
ولكن ما يحدث في محافظة النماص في نفس التوقيت ونفس اليوم قصة أخرى مختلفة، إذ يشكل خبر دخول موسم الصيف سعادة بالغة لدى السكان، حيث يصبح الجو معتدلاً لدرجة لا تتجاوز خمسة وعشرين درجة مئوية، وغالباً ما يصاحبه أمطار موسمية تزيد من لطافة الجو وجمال الطبيعة والمكان، كما يعد الصيف موسماً لحصاد بعض أصناف الحبوب وجني أصناف أخرى من الفواكه المحلية، وتكتسي النماص بطبيعتها فستاناً أخاذاً منسوجاً من غابات كثيفة بالأشجار ..
وغطاء نباتي أخضر يبعث في النفس الراحة والاطمئنان، متباهية بجمال طبيعتها وعليل نسيمها واعتدال مناخها وتنوع تضاريسها من السهول المنبسطة إلى الجبال الشامخة المرتفعة، تتلحف السحاب وتتوسد الغابات الخضراء، و تداعبها قطرات المطر و تأسرها أمواج الضباب، فأضحت مصيفاً جديراً بثقة السواح واهتمامهم، وللنماص في كل صيف مناشط وفعاليات مختلفة، تجد أن في لبها هو إظهارٌ لهويتها الأصيلة وتاريخها العريق ,,
فبالرغم من ان طبعتها هي من أهم مميزاتها إلا أنها كذلك تزخر بالمواقع والآثار التاريخية القديمة، وكما تحوي على حضارات لأمم قد اندثرت، ولم يبقى منهم إلا مقابرهم التي مضى عليها مئات السنين، وكذلك تحتضن قرى تاريخية قديمة يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الإسلام، وهذا ما عزز من أهميتها كوجهة سياحية يقصدها محبو الاستكشاف والبحث والمهتمون بالتراث والتاريخ ..
ولا زالت هذه المدينة ماضية في طريقها للتطور والنمو نحو مستقبل واعد و مشرق، فبتضافر الجهود وحرص القيادة الرشيدة واهتماها لتجد أنه وفي كل عام تتقدم هذه المدينة إلى الأمام بما يتماشى مع رؤية المملكة الطموحة 2030 ، فمثل هذه المدينة تستحق الزيارة والتجربة والدعم، ونصيحتي لك بدلاً من بقاءك تحت ضجيج المكيفات !! .. في النماص لا يوجد سوى هفيف النسيم.
عوض آل الشيخ
رئيس اللجنة الإعلامية بالتنمية السياحية بالنماص
التعليقات