الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

السمنة في رمضان – بقلم الدكتور عبدالرزاق احمد آل وابط العمري

السمنة في رمضان – بقلم الدكتور عبدالرزاق احمد آل وابط العمري

 

حياة الناس اليوم فيها الكثير من المتناقضات ومنها الفهم الخاطىء للصوم فقد أصبح شهر رمضان شهر الموائد والأسراف المادي وضياع روح العبادة التي من أجلها شرع شهر رمضان فنرى  شراهة شرائية هائلة للمواد الغذائية وكأني بالناس لا يعرفون الأكل الا في رمضان .
والأصل هو الاقتصاد في المأكل والمشرب والتفرغ للعبادة قال تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾

فألاكل والشرب اصل بقاء الحياة والشرط عدم الأسراف وقال نبي الهدى صلى الله عليه وسلم : .  ” ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه “رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما وقوله “المعدة بيت الداء”قد توصل العلم إلى أن السمنة من الناحية الصحية تعتبر خللا في التمثيل الغذائي وذلك يرجع إلى تراكم الشحوم أو اضطراب الغدد الصماء ..

والوراثة ليس لها دور كبير في السمنة كما يعتقد البعض وقد أكدت البحوث العلمية أن للبدانة عواقب وخيمة على جسم الإنسان وقد أصدرت إحدى شركات التأمين الأمريكية إحصائية تقرر أنه كلما طالت خطوط حزام البطن قصرت خطوط العمر فالرجال الذين يزيد محيط بطونهم أكثر من محيط صدورهم يموتون بنسبة أكبر كما أثبتت البحوث أيضا أن مرض البول السكرى يصيب الشخص البدين غالبا أكثر من العادي ..

كما أن البدانة تؤثر في أجهزة الجسم وبالذات القلب حيث تحل الدهون محل بعض خلايا عضلة القلب مما يؤثر بصورة مباشرة على وظيفته وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حذر من السمنة والتخمة فقال : المعدة بيت الداء ”  وأشارت بعض البحوث إلى أن العلاج الأمثل للبدانة والوقاية منها هو اتباع ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى بعدم الإسراف في تناول الطعام واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تناول الطعام كما أوضح الحديث  السابق  .

وبهذا يعتبر الاصل في الطعام لقيمات والثلث اقصى ما يتحمله البدن ويجد منه حاجته ومازاد عن الثلث مهلك للبدن ولذلك اصل كل مرض غذاء ضاقت به المعده فالمعدة بيت الداء فعلينا ان نعيد فهمنا في كيفية طعامنا فالله تبارك وتعالى يقول فالينظر الإنسان الى طعامة … فأنظر اخي الانسان الى نوع طعامك وكميته وكيفيته من اجل ان تبقي سليماً معافا.

 

 الدكتور عبدالرزاق احمد آل وابط العمري 

ضيف صحيفة – النماص اليوم  –

 

مقالك37

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *