الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

( التحرك بعد الحدث ) – بقلم الكاتب اللواء م : محمد بن حسن آل شفلوت

( التحرك بعد الحدث )  – بقلم الكاتب اللواء م : محمد بن حسن آل شفلوت

من العلوم الحديثة ( الاستشعار عن بعد والتنبوء) ، وهذان العلمان ظهرت الحاجة لهما هذه الأيام إضافة إلى علم الطقس بعد أن هطلت أمطار غزيرة على أجزاء من الوطن وخلفت دمار وتلف للممتلكات وخسائرٍ في الأرواح والسبب يتلخص في :

١ : تدخل البشر في تغيير الطبيعة والتعدي على مجاري السيول ؛ بتضييقها أو بإغلاقها .

٢ : سوء التقدير لدى الجهات المعنيه بتنفيذ مشاريع البنية التحتية، ابتداء بالدراسة والتصميم وانتهاء بالتنفيذ لغياب المعلومة الاكيدة عن حجم الامطار والسيول التى تمر بها تلك المواقع، وعدم الاستفادة من اهل الخبرة وكبار السن، بل عدم الاعتماد على علم الاستشعار أو التنبوء وهو علم تعتمد عليه الأرصاد وترسله للجهات المختصة، وقد كان التصديق به نسبياً إلى أن أصبحنا نرى ونشاهد الكوارث التي لم تتنبأ بها تلك الجهات ولم تستبقها بالخطط والاستعدادات ..

 
وأهمها إزالة المعوقات التي يمكن إزالتها آلياً ، ودراسة المعوقات التي تحتاج إلى اعتمادات وزمن لإعادتها إلى وضعها الطبيعي ولو أن الانسان لم يتعدَ بسطوته على الأودية والشعاب وإزالة المرتفعات وتسليط المعدات الحديثة عليها لتغيير معالمها وتحويل مساراتها لرأينا انسيابية خلابة لتحدر السيول من المرتفعات إلى الأودية بكل يسر وسهولة وبدون إحداث أي تلفيات فما صنعه الانسان عليه بتحمل تبعاته، وماتغافلت عنه الجهات المختصة – بترك الحبل على الغارب في التعدي وعدم اعداد الدراسات والاستماع الى ذوي الخبرة والاستشعار والتنبوء الذي يسبق الحدث – تتحمله تلك الجهات كذلك .

خلاصة القول اقترح بتشكيل لجنة في كل منطقة ، ومحافظة ، ومركز ، يشارك فيها من كبار السن العارفين بمسار السيول وتطبيق المثل ( أهل مكة أدرى بشعابها )، وكذلك إعداد خطط وتصاميم لإعادة مسارات السيول إلى سابق عهدها وإلا علينا انتظار كوارث مدمرة . فنحن نناشد الجهات المسؤولة عن الأودية باستمرارية صيانتها، وإزالة مافيها من معوقات وخاصة في مواطن انحدار السيول، والتأكد من سعتها وانسيابيتها وتعهدها بالصيانة من وقت لآخر .

حمى الله بلادنا من كل مكروه

مقالك37

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *