هلْ بُتِّ ياأبها وليلُكِ قد سَرَى
أمْ أنّكِ بينَ المعازفِ والكَرَى
هل غادرَ الأحْرارُ حُضْنَكِ بَغْتةً
فتمايلَ العُشّاقُ فِيكِ تَبَخْتُرا
والَهْفَ قلبي .. ياكرامةَ أمٌّةٍ
كانتْ بيارقُها تُرفرفُ في الذُّرَى
واليوم تَخْفقُ في المراقِصِ نشوةً
وعلى صدَى الأنغامِ تهْتفُ للورَى
أوّاهُ. تَلْفَحُ مُهْجتي بِلَهيبِها
وتشُفُّ قلْباً بالهمومِ تَفَطّرا
أنكَرتُ ياأبها سُفوراً راعَني
فعلَى مَغانِيكِ الجميلةِ عسْكرا
أين العروبةُ حين كُنتِِ أصْلَها
أين الصلاحُ وكان فوقكِ نَيّرا
رقَصواعلى الأنْغامِ فوق جِراحِنا
في عِقْرِ دارِكِ بين سَقْفكِ والثرَى
لمْ يذْكروا جُندَ العقيدةِ في الوغَى
هل كان للفُسّاقِ أن تَتَذكّرا
شُهداؤنا بين الثُغورِ تَمَزّقوا
والراقصُ الفنّانُ تاهَ تَكَبُّرا
يَختالُ في حَشْدِ النِّساءِِ كأنهُ
قد جاء من حَدِّ البلادِ مُحَرِّرا
وهو الذي بين الطُبولِ حياتُه
ماعاشَ إلا عازِفاً مُتكسِّرا
سُحْقاً لمن أهدَى المراقصَ أهلَهُ
وأشاحَ مفتوناً وصَدّ ولم يرَ
تالله ماعرَفَ الرجولةَ والتُّقَى
من ضيّع العِرْضَ المصونَ ولادَرَى
كمْ كُنتِ ياأبها الجَمَال عَصيّةً
لم تقبلي في ظِلّ دارِكِ مُنْكَرَا!!
شعر
رافع علي الشهري
١٤٣٨/٧/٢٥للهجرة
التعليقات