نحن في المملكة العربية السعودية نعيش حالة حرب للدفاع عن ارضنا الطاهرة وقيمنا الرفيعة وعقيدتنا الاسلامية ونتصدى للمد الإيراني على أيدي الحوث والمخلوع الذي انسلخ من كل القيم والأخلاق ليكون في ركاب الحوث ليبدأ بقتل شعبه وتدمير وطنه إرضاء لإيران وعملائها لينالوا من أمننا واستقرارنا وتقدمنا في كل مجالات التنمية على كل الأصعدة.
وقد بدأت عاصفة الحزم لإعادة الشرعية لحكم اليمن وإيقاف المد الإيراني ولتعود الأمور في اليمن إلى وضعها الطبيعي والتي انطلقت في صباح الخميس الخامس من جمادى الثانية من العام 1436هـ بالتحالف مع دول عربية وإسلامية وقد مضى على هذه الحرب أكثر من سنتين وقد سقط عدد من أبناء الوطن شهداء دفاعا عن وطنهم وأمتهم .. وكان من المتوقع أن تنتهي هذه العاصفة وإعادة الأمل مبكرا إلا أنها تجاوزت العامين ..
ويجب أن نفكر لماذا تأخرت ساعة الحسم وأقفل ملف الحرب والتوجه للبناء والتنمية في كلا البلدين الشقيقين وهناك مقولة لها مدلولها بصرف النظرعن صحتها وهى قصة ذلك السواك وهو من السنة حينما أهمل المجاهدون العمل بهذا العمل السني فتأخر النصر على الأعداء ولو فكرنا فيسبب هذه الإطالة لهذه الحرب لوجدنا أن هناك بعض المؤشرات قد يكون لها دور في تأخير النصر ونهاية هذه الحرب ..
ولا أريد أن أكون متشائما ولا متأولا ولكن ما ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي يشير أن هناك سلوكيات تمارس على ساحة الوطن تتبناها وتديرها هيئة الترفيه في وقت لم يكن مناسبا وبأسلوب يتعارض مع الطبيعة والعرف والمعتقد وإنني لا أعترض على الترفيه في حد ذاته فهو أمر محمود ومندوب ونحتاجه لكن ليس بهذه الهجمة التي اجتاحت كل الوطن ودماء أبناء قواتنا المسلحة تنزف على حد الوطن الجنوبي ..
ونحن في المملكة العربية السعودية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بقيادتنا الراشدة جسد واحد كما ورد في الحديث الشريف ( مثل المؤمنين في توادهم وترحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى ) فعلى هيئة الترفيه أن تعيد النظر في توقيت هذا النشاط الترفيهي حتى لايتعارض مع أحداث الحد الجنوبي ودماء الشهداء التي تنزف في كل منطقة من مناطق الوطن
بالإضافة الى احترام مشاعر المكلومين في أبنائهم الشهداء وما خلفوه من أرامل وأطفال يتموا ومعاناة الآباء والأمهات وفقدان المعيل فليس من المنطق أن نرقص ونلهو وهناك شرائح من المجتمع يجترون مرارة الموت الذي اختطف اقربائهم ومحبيهم على أيدي أعداء يتربصون بنا الدواير لقتل الفرح في نفوسنا حتى نعيش حالة من التناقض كما قال احد الشعراء المكلومين :
اضحك وانا في داخلي حزن الايام وابكي وانا في خاطري فرحة العيد
وبالتالي فلا نفرح فيقتلنا الحزن ولا نبكي لاستجداء الفرح ، فيا أيتها الهيئة ترفقوا بإخوانكم وأخواتكم من أبناء الوطن واعلموا انكم مسؤولون أمام الله ثم أمام الأجيال القادمة وسوف تستيقظ ضمائركم يوما ما فتندموا حيث لاينفع الندم لقد سقط قبل أيام 12 شهيدا منهم 4 ضباط فهؤلاء الشهداء سقطوا دفاعا عن وطننا ويستحقون منا وقفة حداد وتعزية ومواساة لذويهم ولكل الشعب السعودي وهم عند ربهم يرزقون ..
قال الله سبحانه وتعالى ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم وقبل الختام الله اسأل أن يرحم شهداء الوطن ويعافي الجرحى ويلبسهم ثوب الصحة والعافية ونواسي ذويهم ونعزيهم ونعزي أنفسنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي الختام اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا وقيادتنا الراشدة وإن تعجّل يا الله بنهاية هذه الحرب بنصر مؤزروأمن وأمان ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) والنصر قادم بإذن الله وعلينا أن نأخذ بالأسباب والحمد لله رب العالمين.
التعليقات