أصبحوا ابناؤنا في حيرة من الامر بعد ما يتخرجون من المرحلة الثانوية تتعدد أمامهم العديد من الخيارات مع العلم أنهم يفتقرون الى التوجيه الارشادي بعد الانتهاء من هذه المرحلة والذي تلعب دور هام في تحديد طرق بناء مستقبل ناجح لكل شخص.
فاذا كان قرار الشخص التوجه الى اكمال المرحلة التعليمة فالله الحمد والمنة هناك العديد من الجامعات والكليات السعودية التي تفتح أبوابها لذلك.
تمر الايام والسنوات واذ بهم يحتفلون بحفل التخرج ولكن الى أين؟ لا أحد يعلم؟ صحيح أن الارزاق بيد الله سبحانه وتعالى ولكن عند مقارنة أعداد الخريجين الان مع ما قبل العشر السنوات الاخيرة يكون الفرق واضح والسؤال الذي يطرح نفسه؟ كم نسبة توظيف القطاع الحكومي والقطاع الخاص مقارنة بأعداد الخريجين؟
كانت اخر احصائية أصدرتها وزراه التعليم أن اعداد الخريجين من الجامعات السعودية الحكومية والاهلية سنويا ما يقارب 130,000خلال عام واحد فقط ذكورا واناث.
إذ سيكون لدينا نسبة أخرى تدخل ضمن ما يقال عنهم العاطلون وهم الباحثون عن العمل!
ومع هذا كله لا زال هناك العديد من الخيارات وحتى ولو لم يتاح لهم الفرص الوظيفية الكافية من أي قطاع.
حكومة المملكة العربية السعودية متمثلة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وما قامت به من قرارات التوطين في الاسواق أي كان نوعها ولعل ما بدأت به هو سوق الاتصالات وتقنية المعلومات والتي حققت مردودات ايجابية للشباب السعودي خلال الفترة الماضية وكذلك سوق التجزئة خلال المرحلة القادمة فتح لنا أبواب كانت مغلقة منذ زمن.
كان لدي العديد من اللقاءات مع الاشخاص الذين يمتلكون المغامرة لدخول سوق الاتصالات وكانت هناك بعض الشكاوى والتي تندرج ضمن عدم التدريب والتعليم وغيرها من العوائق التي كانت أمامهم. كان قولي حينها حتى يكون الشخص على داريه بالمهنة التي يود أن يمارسها ويجعلها مصدر رزق له لابد من وجود الروح المعنوية العالية أولا ثم أن التدريب والتعليم لا يأتي في ساعة أو يوم بل لابد من الصبر والتحمل مع العلم بأن هناك دورات تدريبية قامت بها الغرف التجارية والعديد من الجهات.
كيف لنا أن نشاهد الوافد الاجنبي الذي يترك بلاده ويأتي ليعمل ونراه في أقصر وقت ممكن قد تعلم المهنة وأصبح لديه الخبرة الكافية في السوق دون وجد من يدعمه وهذا هو سر الاسرار على العمل؟
ولكي يتحتم الامر على المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن تقوم بالتركيز على التخصصات المهنية مثل ( الكهرباء والميكانيكا وغيرها من الوظائف المهنية والتي يحتاج اليها السوق السعودي بنسبة 70%) مع عقد الدورات والندوات التثقفية في جميع المجالات الفنية والتقنية حتى يكونوا أبناء على القدر الكافي من التعليم مع تثقيف أبناء بأهمية تلك المهن والدخل المادي العالي منها بدلا من تركها للعمالة الوافدة وما تتركه لنا تلك العمالة من الاستحواذ على السوق وتحويل الاموال الطائلة الى خارج البلاد.
هذا كله يفتح لنا أبواب المستقبل ويترك الخيارات أمام أبنانا مفتوحة بدلا أن تكون محدودة.
التعليقات