الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

( الصيفُ قـادمٌ ) – بقلم اللواء م / محمد بن حسن آل شفلوت

( الصيفُ قـادمٌ ) – بقلم اللواء م / محمد بن حسن آل شفلوت

 

بدأت كثيرٌ من الأسر السعودية تتشاور فيما بينها : ” أين ستقضي إجازة الصيف القادم؟ ” وبحسب الدخول والتوقعات المستقبلية يتمتم الأبُ أنّ السفرَ إلى المدن السياحية ( في الداخل ) أفضل – وبكثير – من السفر ( إلى الخارج )، وهو من داخله يعتصر على السفر للدول الخارجية، بل ولسان حاله يقول : ” العين بصيرة واليد قصيرة ” ، ومع ذلك فالأسرة تفهّمتْ الوضع ووافقتْ مع ” ربّ الأسرة ” السفرَ براً وإلى مصائف السعودية، ثم الرضى بالسكن في الشقق المفروشة بدلاً من الفنادق، وتناول الوجبات الخفيفة بدلاً من المطاعم الفاخرة، والاستغناء عن ( ملابس الإفرنجة ) والاكتفاء بالملابس الشعبية ، ونقل ” بند ” مصاريف التذاكر وحضور الحفلات وقيمة التنقلات بالقطار وسيارات الأجرة، إلى شراء ( شاهي الجمـر ) والفطير والذرة والأكلات الشعبية – المعدة محلياً والمعروضة على أرصفة الطرقات وبين الغابات – ، وفي النهاية سيجد السائح الداخلي أنّه استمتع برحلة داخلية مع أسرته وهو آمن مطمئن وإنْ كانت كل البنود قد صُرِفتْ كما يحلو لها، إلا أنّ ما يسر الخاطر أنّها ستعود للبنوك المحلية – هذا إذا كان القائم على خدمة السواح مواطناً، أما إذا كان وافداً؛ ” فكانك ياغازي ماغزيت ” يتسلمها من هنا ويحولها إلى هناك ، والفرق أنّ السائح في وطنه، وبين أهله، وطول رحلته؛ لم يصبه خوفاً على  أسرته أو ماله . بل واكتشف أخيراً أن لا فرق بين بلادنا وبلاد ( بـرّاْ ) إلا بالمظاهر والفشخرة التي يتشدق بها العائدون من السفر الخارجي، فعندما يُسأَل عن : أين قضى إجازته ؟ فيرى أنه أعلى ممن قضاها في ربوع الوطن . ولو سألتموني عن أين سأقضي إجازتي – وأكاد أجزم أنكم أنتم كذٰلك – فإنّنا سنذهب وأُسرنا – إذا قُدّر لنا السفر –  إلى ” مكة ” و ” المدينة ” و ” الطائف ” و ” الباحة ” و ” النماص ” و ” تنومة ” و ” أبها ” ؛ لننعم بالجو البارد، والهواء العليل، والأمْن الوارف بل وسوف نعاود الكَرّة ولن نسافر إلى غيرها مستقبلاً – أبداً – أعيدوا النظر في السياحة الداخلية وأعيدوا الحُكم …  وإلى اللقاء في النماص .

 

مقالك37

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *