زرتُ بيتنا الحَجَري القديم في قريتي وقد هُجَر منذ زمن .. وتذكرتُ ألكثير من أفراد أُسْرَتي الذين رحلوا للدار الأخرة وهم الذين عشتُ وترعرعتُ بينهم في هذا البيت القديم … ببلاد بني شهر بني حسين!
مَرّوا كأطياف الجَمَالِ الساري
وخيالُهم مِثْلُ النسيمِ الجاري
يمْتاحُ من حُسْنِ الودادِ لخاطِري
ذِكْرى الأحْبةِ مِن سَنا التّذكارِ
كانوا هُنا فتعاقَبوا بِرحِيلهمْ
وبَقيتُ أحملُ لوعةً كالنارِ
كانوا هُنا في دارِنا.. في قريتي
دارٍ بناها الجَدُّ بالأحْجَارِ
هذي العتيقةُ دارُنا محبوبتي
مَهْدِي ومدرستي بها وشعاري
فيها شَممتُ شذا الحياةِ مُعطّراً
ورضعتُ خيرَ الوالدَين الجاري
هذا مكان أبِي وهذا مقْعَدي
هل تذكرين حديثَنا ياداري؟
مازال صوتُ أبي يُشنّفُ مَسْمَعي
بتلاوةِ الأياتِ في الأسْحارِ
هل تذْكرينَ مكانَ أمّي بيننا
عندَ الشروقِ وموعدِ الإفْطارِ
وإذا أتَتْ بالزاد تحْمله على
طَبَقٍ ورثناهُ من الفَخّارِ
كانت هُنا خلفَ الدَعامةِ بينما
جَدّي يُرددُ أعذبَ الأشعارِ
وهناك يرْويْ للصغار حكايةً
وهناك يعْقدُ مجلسَ السُمّارِ
والرُكنُ ذاك لجدّتي وشقيقتي
وأخي يُحبُ المقْعدَ المتواري
يادارَ لن أنسى زمانَ أحبّتي
في حُضنكِ يامنشأ الأخيارِ
لم يَبق يادارَ الكرامةِِ غيرُنا
فَلتُلْهِمي مِنْ عِشْقِكِ أشْعاري.
التعليقات