الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

إلى معالي مدير الأمن العام الموقر بكل الاحترام – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

إلى معالي مدير الأمن العام الموقر بكل الاحترام – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

عندما تابعت ما تناقلته مواقع الاتصال عن حادث الاعتداء على رجل الأمن وهو يؤدي واجبه على كورنيش الحمرا بجده حاولت أتبين رجل الأمن بين زحمة راكبي الدبابات المارقين  والمنتهكين لحرمة النظام العام والمتطاولين على جندي يؤدي واجبه الوطني  فلم أتبينه إلابعد أن دققت النظر وكأنه عامل بناء من خلال الزي العسكري المتهالك الذي يرتديه بلونه الباهت الذي يبعث على الاكتئاب في بلد الخير والعزة والمنعة ..

وحاولت أن اقارنه بأمثاله في الأردن او ماليزيا مثلا  فوجدت ان البون شاسعا فالبدلة العسكرية التي يرتديها  رجل الأمن العام في المملكة العربية السعودية لم تتغير من 30 سنه وارتسمت هذه الصورة الباهتة في الاذهان .. تطور كل شيء الا البدلة العسكرية ماتزال تراوح مكانها باستثناء قوة الطوارئ وكم هو جميل لو تعمم هذا اللبس لقوة الطوارئ على رجال الأمن العام  لكان أجدى وأنفع وأجمل، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله :

حسن ثيابك ما استطعت فإنها … زين الرجال بها تعز وتكرم

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الموقف لماذا لايوجد إلا رجل أمن واحد في عربة الدورية ؟!! ولو كانوا أكثر من واحد لما تطاول هؤلاء المارقين عليهم وهناك مقولة تقول ان عدد افراد الشرطة لم يعد يتواكب مع اتساع المدن الرئيسية وتزايد عدد السكان كما هو الحال في الرياض وجده !! وقد لاحظت موقفا آخر على مواقع التواصل الاجتماعي لعربة الدورية وهي محاصرة من أبناء الحمائل وقد مد أحدهم يده بالضرب لرجل الدورية وهرب ..

وتسترت عليه هذه المجموعة من المفحطين وهذا دليل على سقوط هيبة رجال الأمن من الدوريات والشرط لضعف التعامل وربما قلة الخبرة وضعف اللياقة وقوة الشخصية ويد وحدها لا تصفق يامعالي مدير الأمن العام !!!! وربما أنهم من أبناء الذوات المحصنين إذا صح التعبير. إن المرحلة الراهنة المباركة التي يعيشها الوطن ومع رحلة التحول 2030 الى مستقبل واعد بكل مقومات النجاح والتطوروالاعتماد بعد الله  على سواعد وعقول شباب  الأمة السعودية ..

يتوجب يامعالي الفريق العمل على إعادة النظر في تشكيلات الشرط في المدن الرئيسية وفي الزي العسكري لرجل الشرطة على مستوى الوطن ورفع درجة مهارته ولياقته وهيبته واخراجه من هذه البدلة التي عفا عليها الزمن وتجاوزتها الشرط في كل الدنيا ومن يتابع شرطة الحرمين الشريفين بهذه البدلة التي لا تتواكب مع عظمة المكان وحجم المسؤولية يشعر بانها لم تعد مناسبة زمانا ومكانا.

إن المظهر اللائق برجل الأمن يرتقي بمعنويته ويضيف له بعدا آخر في الصلابة والقوة والاعتزاز بانتمائه لهذا الجهاز الأمني العظيم ويتفانى في أداء واجبه بكل ايباء وشمم ويعطي له مهابة واحتراما. وكم أتمنى ان يكون لدينا مصنعا للملابس العسكرية لكي لا نكون رهنا لظروف الآخرين وإملاءاتهم حتى نطور الملابس العسكرية بما يتطلبه الموقف في الزمان والمكان ؟!!

ثم اين دور مجلس الشورى لمناقشة مثل هذه المواضيع الهامة وتفعيلها بدلا من مناقشة تقليص وقت الصلاة وتقبيل الحجر الأسود الشريف وليس من اختصاصهم فهناك وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الحج والأوقاف وهيئة كبار العلماء الأجلاء يعنون بالشرع والدين وأحكامه ؟؟ قال الله تعالى: ( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) صدق الله العظيم

 

مقالك37

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *