الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

” ديربي النماص ” – بقلم الكاتب أ. المهندس ظافر عبدالله الحيد

” ديربي النماص ”  – بقلم الكاتب أ. المهندس ظافر عبدالله الحيد

قبل أن أبدأ أود أنْ أشكرَ كل من تفاعل مع مقالي الأول سواء من مؤيدين أو مخالفين ، وما ورد لايمثل إلا وجهة نظري الشخصية وهي لم تمس أشخاصاً فأنا لن ولم أشهّر بأحد.  بعد أن ولدت وترعرعت في أحضان قريتي الصغيرة – حيث جمال الطبيعة وجمال النفوس – ، عندما كانت القرية كالعائلة الواحدة تحزن وتفرح قاطبة .. الكل مشغول بقوْتِه و قُوت أهله .. بدائية تعتمد على ” الأسر المنتجة ” من الثروة الزراعية والثروة الحيوانية وبعض الصناعات الحرفية – المندثره حالياً – ..

يستيقظُ الجميع في الصباح الباكر كالطير الذي يغدو خماصاً ويروح بطانا وهكذا.. كبرنا وتعلمنا خط الحرف و جميلة هي تلك الأيام .. لم يكن هنالك مظاهر زائفة – كما هو الحال اليوم – الغني يمدُ للمُعدم ، وغالبية الناس بعضهم لبعض ، فكل يساعد الآخر ، ويهتم فيه ، وإنْ غاب استودعه وسأل عن أخبارِه .. وفيما تعلمنا ونحن صغار في تلك المادة ( الجغرافيا ) أنّ الأرض كروية الشكل وقطبيها الجنوبي والشمالي ومدى تأثيرههما على كامل كوكب الأرض ..

ثم مضت بنا السنون وأدركنا مع وسائل الثقافة والمعرفة في المكتبات والقنوات المرئية والصوتية أنّ هنالك معسكران فالأول المعسكر الغربي ( الدول الغربية – الرأسمالية  ) والثاني المعسكر الشرقي ( الاتحاد السوفياتي – الشيعوية  ) بل ومدى تاثيرهما على سياسة العالم ، وما جنته الإنسانية مِنهما .. إلا أنني وفي يوم من الأيام وانا عائد لقريتي للاستماع بصيفها وطبيعتها بكل ما فيها ومواكبتها لرؤية القيادة 2030  هنا كانت المفاجأة ..

فقد ظهر لي مصطلحين آخرين ( شرقي ، غربي ) لا علاقة لهما بالمناخ أو بالسياسة العالمية وإنما هما فريقان كل منهم يحاول البروز والتغلّب على الآخر ، قطبين محليين أو معسكرين محليين ( ديربي قريتنا ) ابنا القرية كل يحشد جمهوره لتحقيق مبتغاه .. وهنا تساؤلات عده هل هناك منتصر منهما وما نكهة الانتصار ؟ إنْ وُجد؟ ” عمر الظفر ما يخرج من اللحم ” .. وكلنا أبناء قرية واحدة ، بل أبناء رجل واحد ، أصلنا من تراب.

ندّعي أننا إخوة في الدين والوطن والدم … الخ ، فأين ما ادعيناه ؟  لو كانت مباريات ( القطبين ) وبطولاتهم صبّت في خدمة القرية ؛ لأصبحت مدينة والكل مستفيد .  كما لا ننسى أن الجمهور في الغالب هو سبب التعصب والتشنج دائما ، وهو الذي يصفق ، ولم يكن يوما من الأيام دليلاً أو ناصحاً أميناً.

رسالة :
إلى من يعتقد أنه يمثل أحد القطبين أو من الجمهور.. آن الأوان أن نستمتع بما ننعم به من الأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة وندَعُ مؤسسات الدولة تقوم بواجباتها ، بل ونقدم كل الدعم لها ، كذلك نكرّس جهودنا لنرتقي بقريتنا للمدنية .. ونتغلب على مصالحنا وأهدافنا الخاصة أيا كانت ، فالزمن يمضي ، والوقت محسوب ، والذي ذهب لن يعود..  سيأتي يوم من الأيام نُذم فيه من أبنائنا ، ويُتنازل عن أمور كنا نعتقد أنها مسلمات لبلوغ هدفه، كجيل ( المزارع ) وهاهي الآن تهدى في سبيل التطور.

 

محب مدينتي
٢٦/٣/١٤٣٨
المهندس ظافر عبدالله الحيد الشهري

 

%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d9%8337

 

 

التعليقات

تعليق واحد على "” ديربي النماص ” – بقلم الكاتب أ. المهندس ظافر عبدالله الحيد"

  1. تسلم يمينك هكذا المقال وإلا فلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *