الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

نختلف لكي نتفق وليس نختلف لكي نفترق – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

نختلف لكي نتفق وليس نختلف لكي نفترق – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

الاختلاف في الرأي بين البشر سنة كونية لكنه وكما يقال الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وفي الغالب يكون اختلافا يبحث عن الأفضل وليس خلاف للاختلاف فقط أو أنه اختلاف لنفترق لكي لا نتفق وما يدور في عالمنا العربي من خلافات بكل أسف إنما هو اختلاف للاختلاف والبحث في توسيع شقة الخلاف حتى في مجتمعنا لا نفكر في الجوانب الإيجابية بل يذهب بنا التفكير إلى الكراهية والحقد والحسد في الزوايا المظلمة وهذا أمر نعيشه ونتشربه يوميا وقد تكشفت النوايا وظهرت على السطح وقيل ما قيل حول تركيا والانقلاب الفاشل الذي كشف الله به ستر اؤلئك الذين لم يتريثوا لساعات ليتبين لهم إلى أين تنتهي الأمور بهذا الانقلاب نجاحا أو فشلا لكن لكثرة الاحتقان لنجاح الإسلام في هذا البلد المسلم الذي أثبت وجوده ونجاحه اقتصاديا وسياسيا وعسكريا في أوروبا وآسيا والعالم حتى أصبح الجيش التركي ثاني أقوى جيش في أوروبا  واقتصاد تركيا من أقوى اقتصاديات  أوروبا وهذا ما دفع أمريكا وأوروبا  ودول أخرى لمباركة هذا الانقلاب كما ورد على لسان رئيس وزراء تركيا وهم من ساهموا في التخطيط لإسقاط تركيا الدولة المسلمة الصامدة في قلب أوروبا التي تشكل مع المملكة العربية السعودية وباكستان ومصر أكبر قوة قادرة على حماية حقوقها وحدودها ومستقبل الأمة العربية والإسلامية ولو سقطت تركيا لا سمح الله ونجح هذا الانقلاب الإرهابي لتحولت تركيا إلى دولة تحارب الدين الإسلامي السني كما فعل أتاتورك ويتفرق هذا التكتل الإسلامي والعربي ولسارعت إيران الصفوية بمد يدها للانقلابين ولباركت جهودهم وبعض كتابنا بكل أسف يتشمت ويتمنى لو نجح هذا الانقلاب الإرهابي والله المستعان.

 ومما يجعل المرارة تغص بها الحناجر أن كراهة أردوغان لنجاحاته في بناء دولته دينا ودنيا هو سبب هذا الاحتقان لهؤلاء دولا وجماعات وأفراد حتى باركوا الانقلاب المشؤوم لسقوط تركيا في وحل الاحتراب والتقسيم وانكسار شوكة الإسلام وأفوله كما حدث في الأندلس الفردوس المفقود بفعل خلافات شخصية وأطماع في الرئاسة والمناصب حتى وقع الفأس في الرأس وانتهت دولة الإسلام في الأندلس (اسبانيا) وعودا على بدء فالخلاف الشخصي لمصالح ضيقة أو خلاف في الرأي كما هو حاصل لدى بعض الدول العربية ووسائل الإعلام والكتاب المتشربين بثقافة الغرب والتحامل على الإسلام والمشائخ والعلماء هو سبب هذا الموقف المشين الذي سوف يذكره التاريخ بكل تفاصيله وبكل الأسماء التي باركت وأيدت سقوط الإسلام في تركيا إلا أن مشيئة الله أفشلت هذه التمنيات والتطلعات المشؤومة  وكذلك الموقف المشرّف لخادم الحرمين الشريفين بالاتصال برئيس دولة تركيا وتهنئته بنجاح الشعب التركي بإسقاط هذا الانقلاب الإرهابي والوقوف إلى جانبه لعودة تركيا إلى الحالة الطبيعية لممارسة دورها الريادي داخليا وخارجيا وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم ولم تكن المملكة العربية السعودية بقيادتها الراشدة والواعية المدركة لا تقف إلا إلى جانب الحق والعدل عبر تاريخها الطويل لا تخشى في الحق لومة لائم أفقها واسع ونظرتها ثاقبة ومصلحة الإسلام والمسلمين فوق كل المصالح يدها ممدودة بالخير والعطاء لكل شعوب العالم العربي والإسلامي وقبل الختام نحن نختلف لنأتلف وفي الختام ودام عزك يا وطني في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ونائبيه وحكومته الرشيدة .. والحمدلله رب العالمين.

 

مقالك248                                                   

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *