العبارة التي أستعيرها هنا لتكون عنواناً لهذه المقالة هو أسمٌ لحملةٍٍ تبنَّتها وأطلقتها بعض قنوات الوطن الرسمية التي نفخر بتوجُّهها هذا – بل ونماري به – ونشُدُّ على يد القائمين على تلك القنوات أمام توجهات قنوات الخنا والرذيلة التي آذت المشاعر وأزكمت الأنوف وتطاولت على القيم ، وللأسف أنَّ كلَّ هذا التوجه الممقوت يدار بأموالٍ وطنيَّة وببعض الكوادر الوطنيَّة التي تخلت عن مبادئها بعدما جذبها معه تيِّارُ -العهر الفضائي- وأعتذر للجميع عن هذا اللفظ ولكني سآتي بالدليل لاحقاً على هذا التوجُّه الذي تمَّ صُنِعهُ وتعليبهُ وإرسِالهُ لنا من الخارج لنتعاطاه ونمارسه جهاراً نهاراً بلا وجلٍ من الله وبلا حياءٍ وإلى الله المشتكى.
ولا غرابةَ أنْ نحن تخاذلنا وتخلِّينا عن ديننا فسوف تتداعى علينا الأمم كما أخبر عن ذلك الصادق المصدوق بأبي هو وأمي عليه أفضل الصلاة والسلام ، وهذا هو ما خطط له الغرب في السابق ويقوم بتنفيذه الآن بأسلوبٍ ممنهجٍ وبأموال الخليجيين أنفسهم ، وكما يقال في العاميَّة الدارجة : ( وعلى عينك يا تاجر )
ألم يقل عدو الله دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ما نصه : إنَّ محاربتنا للإسلام سنعتمد لإذكائها على طريقتين الأولى سياسية والثانية فكرية وقد فرغنا من الحرب السياسية ويقصد إحتلال وسقوط العراق الذي تلاه مباشرةً تصدير ما أُطلِقَ عليه زوراً وبهتاناً الربيع العربي ثم توقيع إتفاقية السلاح النووي 5+1 بين إيران المجوسية والغرب بعدما خدعوا العالم لما يقارب عقداً من الزمن بأن هناك حظرٌ وعقوباتٌ على إيران ما لم تتخلَّى عن برنامجها في تخصيب اليورانيوم ، ثم فجأةً ينهار ذلك الحظر ويسقط القناع المزيَّف ، ويضيف ذلك الخبيث في تعريفه بالحرب على الإسلام قائلاً ( والآن بدأنا الحرب الفكرية ) .
فما يُعرَض في جُلِّ الفضائحيات العربية التي تبثُّ من أراضٍ عربيةٍ ويدَّعي مالكوها أنهم مسلمون وهم في الواقع لا يعرفون من الإسلام إلاّ إسمه فأقول ما يُعرَض قد تخجل كثيرٌ من الفضائيات العالمية الأخرى في أصقاع المعمورة من بثِّه ليس لأنهم مثاليون أو لا يريدون أيذاء مشاعر المسلمين ولكن لأن لديهم مبادئ أخلاقية محددة في حياتهم ، ولأنهم قد كُفِيوا بقنوات من ينتسبون للإسلام كي يقوموا بالوكالة عنهم بتدمير أنفسهم بأنفسهم والنيل من دينهم الذي أكمله الله وأرتضاه لنا ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وكدليلٍ على إمعان هؤلاء الملَّاك الفاسدين وطواقمهم في المجاهرة بمعاداة الله سبحانه ورسوله وكتابه ودينه وعباده أنهم يتعمَّدون إختيار المواسم الأكثر روحانيةً وقدسيِّةً لدى المسلمين كشهر رمضان الذي يستغلونه كلَّ عامٍ عن سبق إصرارٍ وترصُّدٍ ليصدِّروا فيه سمومهم وعفنهم وقذارتهم – أجلكم الله – .
وأنا هنا أوجِّه نداءً وهو ما يسعُني فعلُه ككلِّ أبناء وطني الغيورين عبر هذه السطور إلى المؤسستين الإعلامية والدينية في المملكة بأن يكون هناك تحرُّكٌ جادٌّ لمنع السفهاء الذين يمارسون الإساءة الممنهجة في تلك الفضائيات ومثالها الحيُّ مجموعة mbc من بثِّ ما له مساسٌ بالدِّين والأعراف السعودية التي نفتخر بها والتي تتطابق ولله الحمد مع التوجه الذي قامت عليه دولتنا الراشدة – أيدها الله – منذ التأسيس على يد الموحِّد الملك عبدالعزيز طيَّب الله ثراه وجزاه عنا وعن المسلمين كافَّة خير الجزاء وما حافظ ولا زال يحافظ عليه أبناؤه البررة من بعده إلى أن آلت مقاليد الأمور إلى خادم الحرمين الشريفين سلمان السياسة والكياسة والحزم أمدَّ الله في عمره وأعزَّه بالإسلام وأعزَّ الإسلام به .
وأن لا ننتظر حتى يتفشى والعياذ بالله ما سبق أن طالعتنا به بعض الفضائيات الخليجية ويتداوله الناس من عرضٍ لمشهدٍ هابطٍ لفتاةٍ عربيةٍ خليجيةٍ لم يكن حلمها هو تحرير فلسطين أو سوريا أو العراق أو اليمن ونصرة المسلمين بل كان حلمها احتضان وتقبيل لاعب أوروبي نصراني كانت معجبةً به فما كان من تلك القناة التي تحمل إسم البلد الذي تبثُّ منه إلاَّ أن حققت لها الحلم واستضافت ذلك اللاعب بأموال القناة ذاتها وأتوا به إليها كي يحضن تلك المعجبة في مشهدٍ مقزِّزٍ وعلى رؤوس الأشهاد إلى صدره وهي تقول له بعشقٍ وولهٍ أنها تحبه .
فماذا بقي وهل هذا هو العهر( المودرن ) في زمن القهر والإنكسار الحقيقي للثوابت وللرجولة ؟؟
فوالله وتالله وبالله أن هذا مما يوشك أن يحلَّ بأمةٍ تخلَّت عن دينها الذي أنعم الله به عليها وعن قِيَمها وأنَّه ممَّا يكفُّ عنَّا قطرَ السماء ومما يعجل بالعقوبة فاللهم لا تعاقبنا بما فعل السفهاء .!!
التعليقات