أظهرت نتائج مخلفات الأمطار التى نزلت – بفضل الله – على معظم مناطق المملكة وأخص هنا ” محافظة النماص ” بحُكم أنني كنت متواجداً بها فترة الأمطار الأسابيع الماضية ، ورأيتُ بعيني ورأى غيري الآثار التي خلفتها السيول ، وكانت على حالات عدّة :
الحالة الأولى :
القدرة الإلهية تعيد لهذه المحافظة زينتها ، وتعيد بنا الذاكرة إلى أكثر من خمسين عام مضت لم ينزل عليها مثل هذه الأمطار غزارةً وتتابعاً ، وفيما أذكره أنّ مثل هذه الأمطار كانت قبل مغادرة مسقط رأسي في هذه المحافظة أي قبل ما يقارب الخمسين عاماً – فلله الحمد حتى يرضى –
الحالة الثانية :
” ابن المحافظة ” ما دوره فيما حدث من أضرار – جراء السيول – ؟ ، خاصة وأنها أتت بعد سنين عجاف ربما قد أصاب بعضهم شيء من القنوط ، وأصاب آخرين نسيان التعامل مع مخاطر السيول في ظل وجود المعدات والآلات الثقيلة التي قطعوا بها الجبال ، وأقاموا العقوم في الأودية ، واعتدوا على تربة الوادي بعشوائية ليضيفوها إلى مزارعهم ، بل وصل ببعضهم التمادي ؛ ليقطع سواقي المياه ويغيّر مسارها ؛ فترتب على ذلك عدم وجود توازن لسير المياه ، وتحولت المصلحة إلى مفسدة وضرر في كثيرٍ من القرى والهجر ، وتسبب ذلك في خراب المزارع ، وإتلاف المحاصيل ، وتكبد الأهالي خسائر فادحة أثقلت كواهلهم حال إعادة وإصلاح الآثار الناجمة عن تلك السيول .
الحالة الثالثة :
هشاشة التخطيط للمشاريع بشكلٍ عام ، ولتصريف السيول والمياه بشكلٍ خاص ، وكذلك ضعف المتابعة ، وغياب الرقابة عن حماية الأودية ومجاري المياه من التعدي عليها ؛ بوضع العوائق ، واستقطاع الأودية ، والبناء في مسايل المياه – سواء بموافقة من الجهات المعنية أو في غيابها – إضافة إلى احتمال أن اليأس قد دب إلى قلوب مخططي المشاريع ومنفذيها ، فيالها من هشاشة تمكنت السيول من تعريتها ، وإظهار المستخبي من سوء التنفيذ والاعتماد على مواد رخيصة سرعان ماتتلف ، وكأن المشروع لساعة من زمان .
وأترك هذا للتعميم لأنني لم أشاهد مشروعاً نفذ في تلك المحافظة ولم يتعرض لتلف ؛ نتيجة سوء التخطيط والتنفيذ ، وضعف المراقبة – رغم المبالغ الكبيرة التي صرفت قيمةً لتلك المشاريع والرواتب العالية التى تقاضاها المهندسين والفنيين والمراقبين الذين قاموا عليها – ولذا فقد أرسل الله مراقباً صادقاً من عنده ليعري الغش والهشاشة والضعف والاستهتار الذي رافق تلك المشاريع منذ التفكير فيها ، وحتى تسليم مستخلصاتها النهائية – لكن :
– هل سيمر هذا بدون حسيبٍ أو رقيب في عهد حكومة الحزم ؟
– هل سنرى رداً لاعتبار هذه المحافظة من كل متسبب فيما حدث ؟
– هل سنرى هيئة مكافحة الفساد وهي تضع مشرطها لاستئصال المرض المستشري ؟
– هل سنرى لجنة لتقدير الأضرار التي لحقت بالفلاح في مزرعته ، ومالك الانعام والنحل ؟
* ثم الرفع بطلب تعويضهم التعويض العادل ؟
– وهل سنرى لجنة لتحديد المعتدين على الأودية ومجاري السيول ؟
– فيؤخذ على أيديهم وتكليفهم بإعادة الأودية إلى طبيعتها ؟ وهل سنرى التشهير بمسؤولٍ أو مقاولٍ تهاون ؟
– أم ننتظر المراقب الصادق كل عام لإزالة الستار ، وكشف أوجه التقصير ؟
– وهو لا يتقاضى راتباً أو هديةً إلا أنه تلقى الأمر من ربه ونفّذ بصدق – .
اللهم الطف بعبادك وبلادك
” يحيى الملك ، يعيش الوطن ”
التعليقات
2 تعليقات على "” المراقب الصادق ” – بقلم اللواء م : محمد حسن آل شفلوت"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اولا.
الشكرلله على ماانعم به علينا من بركات السماء اللهم انفع به العباد والبلاد.
ثانيا.
شكرآ للاخ الكريم اللواء/محمدحسن(اباحسن) على اهتمامه بمثل هذه المواضيع المهم وطرحه المميز .
نتمنى ان يجد طرحه صدى وهتمام وتفاعل من المسئولين لوضع حلول جذريه لمخاطر الامطاروالسيول التي تشكل خطر كبير على من تحل به.
تحياتي للجميع.
نعم فلم أي مشروع في محافظةالنماص إلا وقد تأثر بالأمطار وظهرت عورة الفساد لكل من يرى ويسمع.