#خنساء_بني_عمرو تعفو عن قاتل ابنها – لوجه الله – بقلم الكاتب أ. محمد بو هياف العمري

من النادر جداً أن نجد في وقتنا الحاضر ما يشبه الخنساء السلمية في العفو والصفح إلا مثل ( أم المقتول صالح آل حزام ) والتي تنازلت شرعا عن قاتل ابنها – لوجه الله تعالى – من دون أن تطلب ريالاً واحداً . هذه المكلومة التي ضربت أروع الأمثلة النادرة ، بعفوها وصفحها وحلمها وما ذاك إلا من محبتها لعمل الخير ، وجم مكارمها وحسن أخلاقها ، مراعية بذلك ( أم القاتل ) التي تربطها بها قرابة وصداقة – 

رأت في عيونها مالم نراه ، وأدركت معاناة فراق الأبناء –  أحست بالألم الذي سيعتريها عند فراقها ابنها ، بل وجربت هي ذلك الفراق المضني ، والفقد المرير . عندها سلمت أمرها لله – عز وجل – واستخارته في أن تعفو عن قاتل ابنها ؛ علما ً أنه عُرض عليها أموالاً طائلة لم تكن لتغرها ، بل اختارت ما عند الله وتركت ما عند الناس ، وأعلنت العفو من غير مقابل  . 

ولن يبقى أن يكون لهذه ( الخنساء ) إلا الدعاء ، والتكريم  ، والرعاية ،  فماتستحقه هو أكبر سواء من قبل المسؤولين أو من قبل القبيلة ومن كل مقتدر ؛ لاسيما وأنها لا تمتلك مسكناً لها ولأطفالها اليتامى في مسقط رأسهم بمركز بني عمرو ، وهي تعول أسرة كبيرة فقدت والدها منذ مدة طويلة ، يعيشون في وضع مادي محدود ومتواضع جداً . 

نسأل الله العلي العظيم أن يجزيها خير الجزاء ، ويعوضها في مصيبتها خيراً منها ، كما نسأله – سبحانه – أن يرزقها ويبارك لها في الدنيا والآخرة – إنه سميع مجيب