الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

ألا تعودُ الصحوةُ لتعززَ الحزم والسلام ؟ – بقلم الكاتب القدير أ. رافع بن علي الشهري

ألا تعودُ الصحوةُ لتعززَ الحزم والسلام ؟ – بقلم الكاتب القدير أ. رافع بن علي الشهري

 

كانت المجتمعات الإسلامية قبل الثمانينات الميلادية على فِطَرٍ سليمةٍ أنقى من الثلج وأصفى من الماء الزلال إلا أنها تعيش فترة ركودٍ تعليمية دينية وتبات بياتاً إجتماعياًيغص بالغفلة التوعوية فلانكاد نرى واعظاً دينياً تشرأب له الأعناق وتلتف له الرؤوس وتصغي له الآذان، إلا النزر اليسير الذي لايكاد يبين .. ولانكاد نسمع محاضراً تثنى عنده الركب عدا كبار العلماء الذين يُعدون على الأصابع .
 
بيد أن الله عزوجل قيض للأمّة  دعاةً ومفكرين ناضجين مؤهلين يحمل كل واحدٍ منهم بين جنبيه وفي شرايين دمه وفي أعماق فؤاده همّ أمّتهِ في دينِها ومستقبلها ويحمل همَّ وطنه الغالي في أمنِه ومكتسباته وتعليمه وحضارته ونموّه لاسيما أنه قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وحاضن الحرمين والمشاعر المقدسة وعُمق الإسلام في ماضيه وحاضره ومستقبله!
 
قيّضهم الله عزوجل لنشر العلم بين الناس، فتسارع العلماءُ والدعاة وطلبة العلم للحصول على التصاريح المشروطة بالدعوة على بصيرةٍ وحكمةٍ وموعظةٍ حسنة، وانثنتْ الركب في حلقات التعليم والدروس وتهافتَ الناس لحضور الدورات العلمية والمحاضرات، وسرتْ الدروس والفتاوى عبر أشرطة التسجيل وعبر الإذاعة والكتيبات، ودلفتْ إلى كل دار ومنزل وتلقفها الناس بتعطشٍ وهمّة وتلاشت الغفلةُ وذابت وارتقت الأمّة  في فكرها، ومبادئها حتى تضافرت الجهود لتفعيل ذروة سنام الإسلام حسب السنة المطهرة والشرع العظيم. 
 
سنام الإسلام الذي عُطِّل طويلاً( واتخذه الغلاةُ والخوارج ذريعةً للقتل والترويع وهو منهم براء)، فأخْرِجَ السوفيات من افغانستان مدحورين، وتنامتْ في فلسطين وبين أبناءها روح المقاومة، فقد هب َّأطفال الحجارة الذين لاشك أن هبّتهم تلك هي التي  ستبعث النضالَ الشرعي المحرِرِ لبيت المقدس خاصة ولفلسطين كاملة بإذن الله، وهي التي قلصت من مشاريع الإستيطان الصهيونية وخرّجَتْ الكثير من المساجين وأنشأت أجيالا واعدة قادمة،  وأعطت للفلسطينيين حكماً ذاتيا، يرى الكثير أنه سيكون نواة لدولة فلسطينية مستقلة، ( إذا سلمت التصهين والخيانة) !
 
إنّ صحوة الثمانينات هي الصحوة التي أيقظتْ الأمّةَ بكافة أطيافها وشرائحها العرقية والإجتماعية ، وبين الخاصة والعامة، وبين الصغار والكبار والذكور والإناث، وهي الصحوة التي خشيها أعداء أمّة الإسلام قاطبة، فتأمروا عليها وتربصوا بها الدوائر، وحيكتْ خيوطها بين محاور الشرور، الصهيوصفوية واللبرالية الشوهاء، وأهل البدع كافة.
 
إننا بحاجةٍ ماسّةٍ ملحّةٍ، على مستوى أمّةٍ  كبرى ووطنٍ سعودي كبير، في ظل قائد عزمٍ وحزمٍ عظيم، وفي رَكْبِ تحالفٍ إسلامي كبير، يعول عليه كثيرا… بحاجةٍ إلى عودة الصحوة الإسلامية،مشربةً بفقه الواقع السياسي الفكري الذي يُسْتمدُ من كتاب الله وسنة رسولة، نحن في أمس الحاجة لهالتعزز سياسة الحزم والعزم والسلام!
 
 
مقالك37
 

التعليقات

تعليق واحد على "ألا تعودُ الصحوةُ لتعززَ الحزم والسلام ؟ – بقلم الكاتب القدير أ. رافع بن علي الشهري"

  1. صدقت أيها الاستاذ وقد اختار الله لهذه البلد الطيبة المبارك الرجال الحازمين المخلصين نفع الله بهم الاسلام والمسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *