الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

معرض الكتاب والقراءة الحرة – بقلم الكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري

معرض الكتاب والقراءة الحرة  – بقلم الكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري

تعتبر  القراءة الحرة هي أول درجات السلم التي تضعنا على عتبة باب النور . كما أن حاجتنا الى القراءة تماثل حاجتنا الى الطعام سواء بسواء .  والمعرفة تتسارع وتتجدد ، وأصبح الأنسان في تحد دائم مع القراءة . ومن هنا نجد أنه من المناسب أن يفتح الإعلام باب الحديث عن طرق أختيار الكتاب الجيد والمناسب ، والتعرف على بعض مهارات أختيارالكتاب . لا سيما وأن معارض الكتاب أصبحت تحلق في سماء الوطن وفي كل ركن من أركانه  ، مما يبعث الأمل من جديد بعودة المجتمع الى القراءة والحرص على التثقيف الذاتي  .

ولو استعرضنا من زاوية  مختصرة عن كيفية أختيار الكتاب عن أولئك الذين يرغبون في القراءة الحرة والثقافة العامة والأنسانية ، بعيداً عن كتب الأختصاص ، لو جدنا أن عملية أختيار الكتاب الذي ترغب في قرأته هي في الحقيقة ليست بذات الصعوبة غير أنها ليست أيضاً بالسهولة التي يتوقعها البعض .

فهناك  عملية  استكشافية ومفاتيح يجب أن يتم على أساسها تقييم الكتاب ، ومدى حاجتك الى ما يحتضنه من معلومات معرفية مفيدة أنت تبحث عنها وتنشدها فالقارىء المتمرس يستطيع أن يجد ضالته بيسر وسهولة ، من خلال الأطلاع السريع على المقدمة والفهرس وبعض من صفحات المحتوى ، وهي كفيلة بالتعرف على  الذائقة المعرفية للكاتب . وهذا الجانب غير مأمون  دائماً ، فكثيراً ما نقع في شراك تسرعنا  ، ونشترى كتباً نجدها ليست جيدة ، ولم  تسد جزء من مساحة جهلنا الواسعة  .

فالهالة الأعلامية حول كتاب معين ، أو شهرة الكاتب  تسوقنا أحياناً الى دفع النقود ثمناً دون تفحص أو أطلاع على المحتوى وتقييمه  . كما أن هناك كتباً نجدها سهلة ومرنة معنا  مطواعة في قراءتها ، هي في حقيقتها تحمل معلومات أنت تألفها أو أفكار أنت تؤمن بها ، وهذا سر من أسرار سهولتها ويسرها. وهي لم تخاطب فيك جديداً ،وقضاء وقتا في قراءتها هي بالنسبة لوقت القاريء الثمين ضرب من ضروب التسلية. يقول كاتب أمريكي : ( ليس هناك اصعب من قراءة مالا يستحق القراءة ) .

كما ان هناك كتباً هي في حقيقتها ليست موجهة لك ، كفئة مستهدفة من قبل المؤلف ، وفي الغالب أنك  لا تحصل منها على الفائدة المرجوة .وقد لا تستطيع فهمها اما لصعوبتها او لغموضها . وهذا النوع من  الكتب قد يحتاج الى قراءة كتب قبل الشروع في قراءته ، لكونها تشبه المفاتيح لذلك الكتاب  ، فالمعرفة هي عملية تراكمية والتعرف على معلومة يسهل فهم معلومة أخرى تليها .  وهناك كتب  بها مصطلحات وعبارات تقع عليك مثل الصواعق دون شفقة او رحمة . وخاصة تلك الكتب التي تمس شيئاً من ثوابتك الفكرية أو عاداتك وتقاليدك والتي ترى أنك لا تستطيع معها الفكاك . والحقيقة انه يمكنك قراءة ما تشاء ونقده ما دام انك على ذلك قادر .

كما أن تبادل الخبرات والثقافات مع الأخرين هام وضروري . والاطلاع على الكتب من بيئة مختلفة او الكتب المترجمة رائع أيضاً . لقد كان السلف لا يعتدون بالعالم اذا لم يشد الرحال في طلب العلم  ايماناً منهم بدور البيئة واثرها في الأثراء المعرفي . وتبقى الكتب الرائعة هي التي  تطرح التساؤلات وتجد لذة في قراءتها كل مرة .  .

والكتاب الذي لا ينقلك الى مرحلة أعلى من التفكير ، ويجعلك تطرح مزيداً من التساؤلات . فلا حاجة لك به  فما  تحمله ليس ألا أسفاراً محموله . ليس هناك كتاباً منزه عن الأخطاء غير القرآن الكريم حاشاه فهو كلام الله .  وكل كتاب غيره يمكن  نقده  بطرح مزيداً من التساؤل لماذا وكيف ؟.

 

مقالك37

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *