الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

ماذا قدّم كتابُ اللبرالية للدين والوطن؟ – بقلم الكاتب القدير أ. رافع علي الشهري

ماذا قدّم كتابُ اللبرالية للدين والوطن؟ – بقلم الكاتب القدير أ. رافع علي الشهري
 
 
لا أريد أن أُحمّل القارئ الكريم مسؤولية الإجابة المباشرة لعنوان مقالتي هذه، غير أني سأحمّله أمانة التأمل فيها بصدقٍ وشفافية في استخراج إجابة له، وليُسرّها في نفسه ولايبديها إلا لضميره ومبادئه التي تسكن في صميم قلبه وفي قلب فؤاده، وتتكئ على جوانب لبِّه الذي وهبه الله له، ليعرف به النجدين !!
 
منذُ ..أن نشأتْ الصحافة السعودية والإعلام بشكل عام، والمتمردون على القيم والثوابت والمسلّمات يتسللون اليها تسللَ الخفافيش في غياهب الظلام، علماً أن أهداف الإعلام وغاياته التي أُسسَ منْ أجْلها، أن يكون ناطقاً حقيقياً بلسان الحكومة ودستورها وسياستها داخلياً وخارجياً أمام العالَم أجمع .
 
غير أن ذاك التسلل التغريبي كان غريباً محدودا مكشوفاً، يُنكره المجتمع ويمقته ؛ فمنْ أُكتشِفَ أمرُه رُدعَ في حينه، أو صَمتَ تقية ومكراً .. ليتمكن لاحِقاً من إختطاف الإعلام بكلتا يديه، فلا يُبقي منه ولا يذر .
 
وهاهو يتمكنُ من إختطاف الصحف وينشئ الكثير من القنوات، التغريبية ويستقطب لها وجوهاً بائسة، من هنا وهناك، متمردة على الثوابت والقيم الإسلامية والفضيلة .
 
ونظراً لهذا الواقع المؤلم الذي نراه،والذي بمثابة وقع الفؤوس في الرؤوس.. فماذا قدّم هؤلاء اللبراليون التغريبيون، للدين والوطن والأمة في أهم ركائز الإستقرار الديني والأمني والسياسي والإقتصادي وفي .. المحاور الثلاثة التالية تحديداً :
 
١ – الدين الإسلامي الحنيف ..  هل تستطيع أية صحيفة من صحفنا أوقناةٍ من قنوات التغريب وعلى مدار سنين عمرها أن تُخْرج لنا ولو مقالةً واحدة أو حديثا لكاتبٍ لبرالي، فيها فائدة علمية تخدم هذا الدين الحنيف، سواء كانت في القرأن وعلومه أو في السنة الشريفة أو في التاريخ الإسلامي المجيد الذي أُعجِبَ به الكثير من الغربيين والشرقيين واعتبروه مفخرةً انسانية وموروث عظيم ؟ أوغيرذلك من العلوم الشرعية،  وسواء كانت من تأليفه أو كانت منقولة  لغيره ؟
 
٢ – الإصلاح والتنمية الإجتماعية ..  يدّعي اللبراليون بأنهم مصلحون اجتماعيون يسعون لرقي وحضارة الوطن في كل المجالات، فماذا قدّموا لخدمة المجتمع، وماذا طرحوا من مبادرات وبحوث ومقالات، أوخدمات إجتماعية سواء كانت إصلاحية تنموية أو ثقافية أو إقتصادية .. اوغيرذلك .. حتى اليوم ؟
 
٣ – مناصرةُ الوطن إعلامياً .. تواجه الحكومة السعودية حفظها الله تحديات  سياسية وتواجه حروباً إقليمية ، وتهديدات عدوانية من بعض دول الجوار، وتحتاج لمناصرةٍ إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية، فماذا قدّم اللبراليون للوطن الكريم والحكومة الكريمة من مناصرة ومنافحة وإشادة ..  ياترى ؟
 
من البديهي جداً.. أن المتأمل في هذه المحاور، لايتردد إلا .. أن يقول وبملء فيه أن اللبراليين لم يقدّموا شيئاً نافعاً البتة فلم ينافح أحدٌ منهم عن دينه أوعن رسوله أوعن ثوابته وقيمه ولم يمجّد أحدٌ منهم ماتحققه الدولة من إنتصاراتٍ عسكرية أوسياسية على كل الصُعد، ولم ينْبرِ أحدٌ منهم للتصدي للهجمات الإعلامية الرافضية التي تتعرض لها حكومتنا أبداً، بل بالعكس تماماً، يقومون من حين إلى أخر بالإشادة بأعداء الأمة والوطن مباشرة وغير مباشرة .. ولايفتأون يطعنون  ويستهزئون  بقيم وثوابت ومسلّمات الوطن خاصة .. والأمة كافة.
 
لم يقدّموا أية خدمةٍ إجتماعية وطنية تنموية، بل إنهم يسعون بكل ما أوتوا إلى إختزال وتهميش كل عملٍ تطويري ينبع من تعاليم الدينِ الحنيف، فكمْ سَخِروا من تعليم القرأن في الحلقات والمدارس وكم سَخِروا من المناهج الدراسية، ومن كل رمزٍ وطني يمثل الحكومة.. كالعلماء والمفكرين والدعاة.
 
إنهم مفلسون من كل خير، بل هم قريبون من كل شرّ، إنهم المخذِّلون  لكل تقدمٍ وتطور وازدهار، إنّ كُل تغريبي لبرالي يُعدُّ بمثابة طعنةٍ نجلاءٍ في خاصرةِ الأمةِ والوطن.
 
 
مقالك37

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *