.
.
.
طالعتنا بعض الصحف بتعقيبٍ للمستشار الإعلامي لوزير الصحة الذي برَّر ردَّ الوزير بأنه كان يمازح المريض القادم من المنطقة الجنوبية للعلاج بعدما قال تمنى المريضُ أن يكون في المنطقة الجنوبية مثل هذا المستشفى ويقصد تخصصي العيون بالرياض ؟؟
.
.
فسأله الوزير : وهل أنت جاي من الجنوب ؟؟
.
فردَّ المواطن بالإيجاب .
.
ثمَّ أعاد الوزير استعلامه للمواطن بقوله : .
.
وتبي مثل هذا المستشفى في أبها ؟؟
.
فقال المواطن : ياليت ياليْتَ .
.
فانطلقت من الوزير قهقهة مجلجلة
.
.
أحسبُه قد تكلَّف في إصطناعها لتكون ذات صدىً يبلغَ أجهزة التسجيل وكميرات التصوير التي كانت توثِّقُ زيارته التفقدية لم يكن لها- وأعني الضحكة – مايبررها ، إلاَّ إذا كان لدى المستشار الإعلامي من تفسيرٍ نجهلُهُ فيظهرُه لنا لعلَّنا نضحكُ أيضاً ونعلن تراجعنا عمّا ذهبنا إليه ، بل نعلن إمتنانا لمعاليه أن أدخل على مشاعرنا المكلومة بخدمات وزارته المتردية بعض السرور .
.
.
وعوداً على بدءٍ : هناك مريضٌ تكلم مع مسؤولٍ في وزارةٍ خدميةٍ عن تطلعاته وأمنياته ومعه مئات الألوف من مواطني منطقته التي تبعد عن المستشفى التى يرقد فيه وقت توجيه تلك الأمنية بما يصل إلى ألف 1000 كيلومتر ثم يسأله الوزير الحوار بسؤالٍ يوحي بما قد يفسر أنه تقليلٌ من أمنية المواطن ثم يختم الوزير ذلك الحوار بإطلاق قهقهةٍ لم يكن لها مناسبة . ثم يقول المستشار وبئس المستشار أن الوزير كان يمازح المواطن ليس إلاّ .!!!!
.
حقيقةً لا أجد تبريراً مقنعاً يجيب على أمانيِّ ذلك المريض الذي أتخيَّله في تلك اللحظة ربَّما قال في نفسه أنَّ الفرصة سانحةً والمناسبة مواتيةً لنقل معاناة مواطني منطقته من أقصر الطرق حينما حظي برؤية الوزيرٍ المؤتمنٍ من ولي الأمر على تسهيل كلِّ ما يهمُّ المواطنين كي يعرضَ عليه تلك الأمنية ، ثمَّ إنِّي لا أجد تبريراً مقنعاً لسؤال معاليه للمريض هل أنت من الجنوب ؟؟
.
فهل يعني ذلك أن لو كان السائل من منطقةٍ أخرى سيكون لدى معاليه إجابةً أخرى يواسي بها تطلُّعات السائل ؟؟ .
.
إنني كمواطن أعتبُ على معاليه في هذا الردِّ غير المتوقع منه سواءً بسؤاله عن المنطقة أو بضحكته ، ولكني سأحسنُ الظنَّ بأن معاليه ربَّما أراد أن يقول للمواطن أنَّ هناك مناطقَ أخرى أيضاً تحتاج نفس المستشفى إضافةً إلى المنطقة الجنوبية ولكن بسبب بعض الظروف أوالإجراءات ماقد يؤجل تحقيق هذا المطلب في الوقت الحاضر . لكن ما ذهب إليه المستشار الإعلامي لا يتفق مع سياق ما دار بين الوزير والمواطن البتَّة ، ولعلَّني هنا أستحضر قول الشاعر أبي الطيِّب المتنبي :
.
لا خيلَ عندكَ تهديها ولا مالُ … فليُسْعِدِالنطقُ إِنْ لم يُسْعِدِ الحال
.
وكم تمنيّتُ لو تمثَّل معاليه هذا البيت الشهير قبل رده على المواطن لكان أجدى وأبلغ في إقناعه ، غير أن استمرار التبريرات جنباً إلى جنبٍ مع القصور الواضح في الخدمات المقدّمة من أخطاءَ طبيةٍ إلى إهمالٍ شبه متعمدٍ في عدم تطبيق سبل السلامة للحيلولة دون وقوع كوارث الحرائق في المستشفيات إلى تبديل المواليد إلى تكبُّد المرضى عناء السفر لمسافاتٍ طويلةٍ للعلاج أمرٌ لم يعد ينطلي على البسطاء فضلاً عن ذوي الألباب . والله من وراء القصد وبلوغ المراد .
.
.
.
.
التعليقات