يُجمِعُ أبناء الوطن المخلصون على ما يجب علينا جميعاً أن نستشعرَه تجاه الرجال الأشاوس الذين يقومون بعملٍ مقدَّسٍ لحماية تراب الوطن الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء على طول الحد الجنوبي الغالي بمرتفعاته ووهاده.
فقسماً بمن أحلَّ القسم أن حقوقهم علينا ليست أقل من أن نتذكَّرهم في صلواتنا وخلواتنا بالدعاء بأن يكلأهم الله برعايته ويخلفهم في أهليهم خيراً وقد تخلوا عن غُرَف النوم الوثيرة الدافئة وسبل الراحة من مطعمٍ ومشربٍ وأبتعدوا عن فلذات أكبادهم وعن والديهم ، لكي يبقى الوطن منيعاً حصيناً بإذن الله.
ولا مندوحة أن من وهبه الله مَلَكَةَ التعبير عمَّا لهؤلاء الأبطال من مثوبةٍ عند الله أولاً ، ثم ما يحظون به من محبَّةٍ وإكبارٍ بأن تلك هِبَةٌ من الله يُغْبَطُ عليها صاحبُها بأنِ استطاع التعبير عمَّا يختلجُ من أحاسيس ومشاعر جيَّاشةٍ في أفئدة المواطنين الخُلَّصِ تجاه وطنهم وتجاه أولئك الرجال الأفذاذ .
أكتبٌُ هذه السطور بعدما فرغتُ من الإستماع مؤخراً لقصيدة الشاعر الجنوبي المبدع دائماً الأخ والصديق الغالي الأستاذ على بن أحمد السالمي الشهري أحد شعراء المنطقة القلائل الذين برزوا في العقدين الأخيرين في طَرْقِ كل أغراض الشعر وفي مختلف المناسبات ولا سيما ما تألق به أبو نواف من قصائدَ وطنيَّةٍ . غير أن أبيات قصيدته الأخيرة بعنوان(قل هو الله أحد) والتي جاء أداؤها وإخراجها بديعاً رائعاً كروعة ناظمها في ما يطلق عليه (الشيلة) أعتبرها بحقٍ هي واسطة العقد لقصائده الوطنية الأخرى والتي نظمها في مناسباتٍ عدَّة .
شكراً( أبا نواف) لهذا التألق وهذا الإبداع ، وإن كان حق الوطن ورجاله المخلصين المرابطين على ثغوره أجلُّ وأكبر وأسمى من كل القصائد ويستحقون منا كلّ الثناءٍ وخالص الدعاء .
وحفظ الله الوطن وقيادته الراشدة وأبنائه الأوفياء .
اللواء متقاعد : محمد بن مرعي العمري
التعليقات