الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

المشايخ ومفهوم المرحلة القادمة – للكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري

المشايخ ومفهوم المرحلة القادمة  – للكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري
 
 
تنازعنا الرغبة دائماً في مجتمعنا  الحديث عن جاهزية القبِيلَةُ لعملية النمو والتغيير  مع بقاءها  في ثوبها الجيد والإيجابي  . والأفراد  مهما يكن لابد وأن ويحملوا في جوفهم ثقافة المجتمع كلها، فالمجتمع يعمل على وضع أفراده في إطاراتٍ وقوالبَ ومن ثم تكوين شخصيتهم وتذويبهم إلى درجة لا يستطيعون معها الفكاك. 
 
وليس بمقدور الأفراد أخفاء دور القبِيلَةُ أو تذويبها في الحياة العصرية . غير أن بمقدورهم النهوض بمفهومها نحو النضج المجتمعي العام . من خلال  بناء مفاهيم أوسع وأشمل مع بقاء القيم  الأسلامية داخل محراب حياتها .  ولعل كثير من القبائل تفهمت عملية النمو مبكراً وحرصت على صنع قابلية للتغير  داخل أفرادها  وقدمت مثالاً  يمكن أن يحتذى به ، بل أنه في حقيقته يعتبر نموذجاً . والبعض من القبائل  قدمت شيئاً يسيراً ويعتبر نواة جيدة لعملية النمو مستقبلاً . 
 
والبعض  من القبائل لا زالت عاجزة ويتدلى لها من بين أغصانها أغصان نمطية تصنع لها عقبة . والحقيقة أن القبِيلَةُ رافد من روافد البناء المجتمعي وضلع من أضلاع جسد الوطن . والعناية بها وأستشراف مستقبلها وأستيعاب شبابها وتطلعاتهم وآمالهم وغرس البرامج التطوعية والمشاركة المجتمعية العامة .  والعناية بالأنسان من خلال غرس مفاهيم الحوار وتقبل النقد البناء ،  ونبذ التعصب والتبذير ، وبناء نظام تكافل مجتمعي  وتعزيز مفهوم الوطن  وكل ذلك وأكثر  يجب أن يكون قائماً في حياة أفراداها  .
 
كما أن القبِيلَةُ يجب أن تحرص على ديناميكية الحركة والتفاعل والتجديد ، وليس  الثبات والأسترخاء والركون الى أفكار غير قابلة للتغيير .  فالأفكار تتغير وتتجدد مع الزمان  ليس لنا عليها من سلطان . غير أنه يجب علينا توجيهها نحو الصواب والحرص على الرداء الأسلامي الوسطي . والمشايخ في حقيقتهم  أشخاص رائعون  و( مبادرون ) يحرصون على  الصالح العام . غير أن قنوات إستيعاب ( الفاعلون ) من أبناء القبِيلَةُ غير متوفرة أو بها نوع من الصعوبة نتيجة الموروث الثقافي الضيق  في فهم عملية النمو  . 
 
 
والحكومة اليوم حريصة على تفعيل دور المشايخ من خلال توفير مخصص ثابت لهم ، وهذا أمر في غاية الروعة  ويصب في الصالح العام . كما أن المسؤولية الملقاة على عاتقهم ليست سهلة وتحتاج ألى جهد أكبر  . من هنا  سيظهر على مسرح  حياة القبِيلَةُ أفكاراً وتطلعاتً جديدة وأهمها هو وجود  مجالس من حكماء القبِيلَةُ والنخبة المثقفة من أبناءها والأشخاص الفاعلون  فيها .  تكون تحت أشراف المشايخ وأدارتهم  . تسهم في تخفيف ألجهد القائم عليهم وتصنع قنوات تستوعب الأعضاء الفاعلون وتوسع دائرة التواصل بين أعضاء القبِيلَةُ من خلال المشاركة في المسؤولية  . والأفكار في حقيقتها تشبه الجليد في قمّم الجبال  لا يتعرف على  مصب النهر  الأ عند ذوبانه .

 


مقالك248

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *