الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

دور القبِيلَةُ في بناء التحول الوطني – بقلم الكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري

دور القبِيلَةُ في بناء التحول الوطني – بقلم الكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري

 

 

ثقافة الجاهزية والروح الإستباقية في التفكير والتخطيط وإعداد متطلبات الأعمال المختلفة ثقافة مهمة وعادة حميدة . نحن في مجتمعنا نفتقدها ،  وحديثي عهد بمفهومها ،  وعلينا أن نصنعها وأن نشد من أزرها . ومن هنا يجب أن تكون الجاهزية للمستقبل وقابلية التطوير والتغيير داخل الأسرة والعائلة والمجتمع والأمة مغروسة في ثقافتنا  حتى يتربى عليها  المجتمع  ويألفها ويتغنى بها .

فثقافة المجتمع التي يحملها كل شخص في داخله هي خبرات إنسانية منها ماهو جيد ومنها ماهو دون ذلك . وما نحن الا خلف لمن كان قبلنا وسنكون يوماً سلفاً لمن يأتي بعدنا . غير أننا نستطيع أن نخضعها لعملية تقويم وتطوير حتى لا  تتعرض الأجيال القادمة الى كبوة فكرية وفاصل حضاري يبقيها في دوامة الأختلاف  .

كما أننا في حاجة ألى مناقشة  كثير من أمور حياتنا. وفق منظور أوسع وأشمل لتحقيق النماء والغاية النبيلة التى يسعى اليها الجميع  . 
وهي ما من غاية للنماء غير النماء في حد ذاته . والتغيير والتطوير مصطلح يؤمن به الغالبية . ويحمل كل شخص معه رؤية مختلفة يشاهدها من نافذة مختلفة ايضاً . 

لذا أضحى من الصواب  صناعة مشكاة يجتمع حولها الجميع  من خلال عقد لقاءات حوارية لطرح مزيداً من الأفكار والبرامج والحلول .  والدور هنا أصبح معقوداً بنواصي النخبة المثقفة والتي تمثل في حقيقتها النحل الذي يمزج الأفكار والبرامج  من رحيق الأبداع .

كما أن تكوين رؤية شبه موحدة تسهم في نضج المجتمع وأستيعاب النمو الثقافي ، والتوجه لبناء الصالح العام للمجتمع بشكله الكلي والخروج من مفهوم التعصب للعائلة أو القبِيلَةُ  ألى مفهوم العناية بهما . ولا يكون ذلك الا بالحرص على البرامج المجتمعية والأعمال التطوعية التي تعتنى بالأنسان بذاته ، وتدفع العلاقة الإيجابية بين أبناء المجتمع نحو الأفضل. من خلال تغذية  المساحة جغرافية بالبرامج المجتمعية والتي هي في حقيقتها جزء من جسد الوطن الغالي .

وليس بخاف على أحد أن أضر ما على المجتمع هو الأعتقاد بأنهم الأفضل أو أنهم قد بلغوا من النضج الأبداعي ما يغنيهم عن التفكير في أفكار جديدة  وبرامج مجتمعية مختلفة عن ما آلفوه .  كما أن الحياة كائن مستمر بنا وفينا وعن طريقنا . وعلينا توجيه ذواتنا نحو مصالح مجتمعنا للمساهمة في بناء التحول الوطني الذي يجب أن ننسج  مستقبلنا تحت ظلاله .

ولقد عبر عن ذلك سمو الأمير محمد بن سلمان في قوله  بأن التغيير ليس عملية تطويرية فقط بل هو عملية إصلاح شامل وفق مشروع وطني يستند فعلياً على التكوين السياسي والاجتماعي الراسخ في المجتمع ولا يكسر أياً من الأسس والتقاليد والقيم الوطنية بل يجعلها قادرة على استيعاب التحول بمرونة .

 

 

مقالك248

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *