كثيرون هم الذين يمتلكون المهارات في مجالات مختلفة، ولم يحالفهم الحظ لاختيار التخصص الأمثل فيما بعد المرحلة الثانوية، نظراً لغياب الرؤية عند الأسرة في تحديد الميول والقدرات لدى الطالب.
غياب الرؤية عادةً يؤدي إلى العجز عن كشف المهارات التي يمتلكها الطالب، فيتولد عن هذا شعور باللوم والندم مستقبلاً عندما يلتحق الطالب بالعمل، وبعد أن يدرك أن هذه المهنة التي يشغلها، لا تلبي طموحه، أو تحقق رغباته، أو تدفعه نحو الانجاز والانتاجية.
أن يلتحق من لديه المهارات اليدوية ليكون “مهندساً بارعاً” ليدرس في إحدى الكليات التربوية فيكون معلماً، أو يلتحق بالطب فيكون طبيباً من لديه الموهبة في الصحافة ليكون “إعلامياً ناجحاً”، أو يتوجه من يمتلك القدرة على الفهم والاستنباط ليكون “قاضياً عادلاً” للدراسة في إحدى الكليات العسكرية فيكون ضابطاً، فهذا يعني غياب الرؤية لدى الطالب في اختيار التخصص المناسب.
الفترة الزمنية بعد انتهاء الدراسة بالمرحلة الثانوية وبين التحاق الطالب بالجامعة غير كافيه لمعرفة واستيعاب كليات الجامعة وتخصصاتها، أو حتى المعاهد والكليات الأخرى غير الجامعية نظراً لكثرتها، ما يجعل الطالب وأسرته في حيره، ليتم اختيار التخصص بعد ذلك عشوائياً حسب المتاح.
معظم الطلاب الخريجين حديثاً من المرحلة الثانوية، لا يعرف طريقه، ولا يستطيع تحديد ما يُريد، ولا أين يتجه؛ ما يستدعي من وزارة التعليم القيام بدورها المأمول في مساعدة الطالب، والوقوف معه، وتحديد قدراته وميوله واهتماماته من خلال اختبارات “قياس للتخصص” لكافة الطلاب في المستوى الأخير من المرحلة الثانوية ، وإجراء المقابلة الشخصية للطالب من قبل الفريق الإرشادي الذي سوف يكشف حتماً عن مواهب واعدة يمكن الاستفادة منها وتوجيه الطالب الذي يمتلكها نحو الأفضل.
كما يمكن استكمال باقي البيانات في المقياس، وتوجيه الطالب نحو التخصصات المناسبة للدراسة بعد المرحلة الثانوية في الكليات الجامعية، أو الكليات والمعاهد الأخرى، وتزويد الطالب بـ”الدليل الإرشادي” الذي يساعده في اختيار التخصص الأمثل.
نحن على يقين أن هذا الإجراء سوف يكون إضافة ونقلة نوعية للطالب للإبداع في المجال الذي اختاره وارتضاه وفقاً لميوله واهتماماته حسب المقياس، كما سيؤدي إلى الحد من التسرب بعد الانتظام في الدراسة بالجامعة للبحث عن البديل، ويقلل من الهدر في الموارد البشرية والمادية في التعليم والعمل معاً.
التعليقات