أستطيع أن أحلف جازما أنها لم تخلو محافظة أو مدينة من أجزاء هذا الوطن الغالي إﻻ ونالت شرف ارتواء تراب هذا الوطن بدم شهيد أو جريح من أبنائها ، وما زادها ذلك إلا شرفا وفخرا . واحترقت قلوب حسرة على مفقود ﻻ يعرف مصيره هل هو أسير أم شهيد .
ذلك الشهيد أو الجريح أو اﻷسير ومن بقي منا في هذا المكان نذود بأرواحنا ودمائنا ونقدمها رخيصة في سبيل الله مدافعين عن ديننا وعقيدتنا ومقدساتنا وأن ﻻ يمس ويدنس تراب هذا الوطن عدو نجس جعل من نفسه دمية قذرة يتلاعب بها أعداء الله وأعداء هذا الدين الإسلامي من المجوس الرافضة أذناب اليهود … ليس لنا فضل في ذلك والفضل كله لله .
أحبتنا :
مما يحز في خواطرنا ويجعلنا نعتب عليكم إخواننا وعلى الكثير الكثير منكم وعتبنا عتب محب ؛ أنّ هناك الكثير منكم لم يستشعر إلى هذه اللحظة أننا نخوض حربا ضد عدو شرس على حدود وطننا .
* منكم من يخطط هذه الأيام لقضاء إجازته اأسبوعية أو الإجازة النصفية مع عائلته خارج الوطن أو في إحدى المنتجعات الداخلية .
* تنعمون بقضاء أجمل اوقاتكم مع أهاليكم ، ومنا من ترك وراءه أماً وأباً يتلمسون أخبار فلذات أكبادهم مع بزوغ كل فجر – هل ما زال حيا ام كتب له الشهادة .؟!
* تقضون أجمل أوقاتكم مع أبنائكم وزوجاتكم وقد تركنا خلفنا زوجة متلهفة لرؤية زوجها ، وأبناء : منهم الطفل الرضيع الذي يحلم والده أن يقضي معه أجمل أيام العمر ، وآخر مريض يحتاج لوالده ، وآخر لديه مشكلة في المدرسة ، وآخر مراهق يجب أن يكون والده بقربه في أخطر مراحل العمر قد أنهك والدته بتصرفاته، بل وابنة تتلهف لرؤية والدها وتتدل له ويستمع لها .
* تنامون ملىء جفونكم على فرش وثير ، وغيركم قد أرهق عينيه السهر ليالي وأيام .
* نعتب على إعلام لم يتذكرنا إﻻ بخبر موجز ، وقد قام بتغطية أحداث مفصلة عن أمور أخرى قد تكون من الأحداث التافهة .
* نعتب على دائرة حكومية يأتيها أحدنا لمراجعة معاملة ، ويخبره أنني أحد جنود هذا الوطن وأن وقته محسوب ، ويتململ الموظف في إنجاز معاملته بروتين عفى عليه الزمن ، ثم يفاجئه بموعد آخر بعد شهر .
* نعتب على بنوك أرهقتنا أقساطها سنوات مضت وأخرى قادمة ، ولم تتسامح في إعفائنا من أي أقساط .
* نعتب على مالكي العقار الذي استأجرنا لديهم عقار وقد رفعوا مبلغ الإيجار – ولم يخفضوا ريالا – .
* نعتب على مدير مدرسة ، أو معلم لم يفعلوا برامج مدرسية عن هذه الحرب ، وإنما قاموا بعقاب أحد أبنائنا لغير سبب .
* نعتب على كاتب صحيفة ينادي ويدعو للحضور الجماهيري لمباراة كرة ولم يكتب حرفا واحداً عن هذه اأحداث.
* نعتب على شيوخنا الأفاضل ، وأئمتنا في الجوامع والمساجد الذين لم يكلفوا أنفسهم بالدعاء للمرابطين بالنصر.
* نعتب عليك أنت في هذا الوطن يامن نسيت أنْ تتذكرنا بدعوة في ظهر الغيب بالثبات والنصر ، ولشهيدنا بالقبول ، وجريحنا بالشفاء ، ولأسيرنا بالفرج .
* نعتب وعتابنا عتاب المحبين ونقول لكم :
” نحن على الوعد وعلى العهد ، نعاهد الله ثم نعهادكم أن نبذل دمائنا وأرواحنا فداء لهذا الدين ولكم ولتراب هذا الوطن ، ونسأل الله أن نكون عند حسن ظن الله – عز وجل – ، ثم ظن وﻻة أمرنا وظنكم ، ونسأل الله أن يثبّت أقدامنا ، ويسدد رمينا ، وينصرنا على أعدائنا ، ونسأل الله أن يتقبل شهداءنا ، ويعافي جرحانا ، وأن يفك أسرانا ، وأن يحفظ لنا ديننا ويحفظ لنا وﻻة أمرنا ، ويسدد خطاهم ، ويسخر لهم البطانة الصالحة الناصحة ، وأن يديم علينا الأمن والإيمان ” .
من ( أبنائكم المرابطين في الحد الجنوبي )
كتبه عنهم ” رئيس رقباء ” :
عبدالرحمن بن جاري بن يعن الله العمري
التعليقات
2 تعليقات على "( رسالة عتاب من الحد الجنوبي ) – بقلم عبدالرحمن بن جاري بن يعن الله العمري"
أخي الكريم ..
تلقينا رسالتك التي انتشرت بسرعة البرق .. قرأتها وتأملت فيها كثيرا ولا أدري هل أنت ومن كلفك أن تتكلم بلسانه مقتنع بها تمام الاقتناع ..
أنتم يا أخي في ميدان الشرف دفاعا عن الدين والوطن ..
أنت جندي من جنود الوطن قبلت واخترت هذه الوظيفة وأنت تعلم أنك ستكون يوما ما في هذا المكان .. فهل رسالتك التي تلومنا فيها على أننا ننام آمنين مطمئنين لانك وجنودنا البواسل تسهرون للدفاع عنا وحمايتنا ..؟ هل تلومنا لأننا سنسافر أو نستمتع بأوقاتنا مع أهلنا ..؟
هل يعقل أن يكون هذا الكلام من جنود نفخر ونعتز بهم وندعوا الله لهم في سرنا وعلانيتنا .. ؟
ألا تعلم أننا نحسدكم وأنتم في هذا المكان ..!!
أخي جندي الوطن ..
نحن جميعا حماة للوطن و بلادنا مستهدفة وعلينا أن نكون جميعا جنودا للدفاع عنها ..
و رسالتك ربما يفسرها الغير بأنه قد أصابكم الملل ..أو أنكم لا تريدون الأجر .. أو حسد لأننا ننعم بالعيش وأنتم تحاربون ..
الله يعلم أن كل محب للوطن يجد من الألم والضيق ماتجدونه .. لكن ماذا نفعل هل تتوقف حياتنا ونلبس ثياب الحدد .. لا أظن أن هذا مقصدكم من الرسالة .. وليس هناك من عتب وأنت تجد أهل بيتك يعيشون حياتهم الطبيعية لان ابنها يحمل سلاحه دفاعا عنها..
وأنتبه أخي من مثل هذه الرسائل وتأثيرها على زملائك فربما تقلل حماسهم وتضعف عزيمتهم ..
نسأل الله أن يثبتكم وينصركم ويسدد رميكم..آمين
التعليق السابق يمثلني.
فالكل في عمله يذود عن وطنه وهو عملي كذالك يلزم علينا واجب الدفاع والذود عن وطننا بجميع ممتلكاته الدينية والبشرية وخيراته.
فاذهبو وتمتعو باجازاتكم فلنفوسكم حق والقدر شاء لي ولكم ذالك.
واما انا فازهلوها ساقوم بواجبي بحفض الامن ولآآآمنة لي بذالك انا وزملائي بل شرف لي.
واذا كتب الله لي عمر وصار كلش تمام صدقوني ماخلي ديرة.
في امان الله للجميع.