الخميس ٨ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

فيصل الشهري .. في يوم تكريمي مميز بمناسبة تقاعده المبكر

فيصل الشهري .. في يوم تكريمي مميز بمناسبة تقاعده المبكر
 
 
صحيفة النماص اليوم : ‏
 
 
تم تكريم الأستاذ القدير فيصل بن إبراهيم الشهري الأبن الثالث لرائد التعليم الأول بمحافظة النماص الشيخ إبراهيم بن عثمان الوليدي الشهري – رحمه الله – بمناسبة تقاعده المبكر وذلك يوم الأربعاء 1/1/1437هـ من قبل زملائة في مجال التعليم وبقية القطاعات الحكومية بفندق جده الحمراء سوفيتيل عند الساعة 9،30 صباحاً ، وقد تلقى الشهري العديد من الهدايا والدروع بهذه المناسبة والتقطت الصور التذكارية مع جميع الزملاء الحضور، وفي ختام التكريم ودع الشهري بكل الحفاوة والتقدير وتمنى الجميع للأستاذ فيصل الشهري التوفيق في حياته المستقبلية ودعو الله عز وجل بأن يسبغ عليه نعمة الصحة والعافية .. 
 
وهذه مقتطفات من كلمة الأستاذ فيصل ابراهيم عثمان الشهري الت قالها بهذه المناسبة في حفل التكريم ..
ًبسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
.كثيرة هي الفرص السعيدة التي منحتموني اياها ، أتحدث معكم فيها عن آمالنا وعن أفكارنا ونتحدث عن السعادة والحب والأمل . غير أن فرصة اليوم مختلفة عن كل الفرص السابقة ، فأنا اشم بها رائحة الفراق واحاول جاهداً أن أتحاشاه ، و لا أريد أن ارتدي ثوب الحزن او اعرج على ذكر لحظة من لحظات الوداع . كما أنني اجدُ نفسي سعيد جداً لكوني من اولائك المحظوظين الذين اتيحت لهم فرصة العمل معكم ، تعرفت فيها على أفكاركم وتذوقت حلاوة مشاعركم ، فقد تعلمت منكم الشيء الكثير ، تعلمت منكم معنى العمل الجماعي وكيف يكون التحرك على شكل كتلة تنشدُ الإبداع ، وتؤمنون بالحوار وتعمل من خلال الطاولة المستديرة ، والتي تستوعب أفكار الجميع وتطلعاتهم . تعلمت منكم أن اللون الأبيض نستطيع أن نصيغ به أفكارنا وأعمالنا ونوايانا وكل شيء في حياتنا . تعلمت منكم أن الإبداع ليس حكراً على شخص بعينه. فكل إنسان يملك فرصاً إبداعية لها وميض و لحظة  انفعال تتحرر فيها . عندما يتحرر من قيود الإحباط . حينها يعرج بذاته الى عالم الإنفعال البهيج وتشرق شمس المواهب وتنساب  معها الأفكار . كما أنني شاهدت معكم وميض الإبداع الذي عبر عنه ( إليوت) عندما تحدث عن نفسه وقال: (.. كانت تنتابني أحياناً فترات من الانتعاش الروحي أحسّ بأنها ليست فترات عادية، إذ يعقبها نوع من التفتح أطلق عليه اسم الوميض الروحاني ، وهو نوع من الشفافية التي تؤدي إلى الانطلاق.) . أما الحديث عن طفولتي فكانت والحمد لله مستقره ، فقد عشت في كنف والد متعلم ورائد للتعليم رحمه الله وتربيت في حجر ام حنون أدين لها بالفضل الكبير . والتحقت بالصف الاول بمدرسة الفاروق الابدائية تعلمت القراءة والكتابة وتدربت على كتابة اسمي بقلم الرصاص . اكملتُ التعليم الجامعي ، وكانت اقداري أن يكون مساري المهني داخل محراب التعليم . و كواحد مثلكم حضيت بشرف لقب معلم ، ذلك اللقب العظيم والشرف الكبير لكل من يحمله ، كما أنه ثقيل في وزنه كبير في حجمه ومسؤليته . في التعليم تنقلت بين مهام كثيرة داخل واستطعت بتوفيق من الله وتعاون الجميع أن أنجز الكثير من المهام .كما أن هناك سلبيات وقعت فيها غير أنني استطعت أن أتعلم منها ، وكان من اسعد اللحظات أن يكون المنعطف الأخير من مضمار حياتي المهنية بينكم . واليوم اجد نفسي اودع محاضن التربية ، بعد أن قضيت فيها ٢٩ عاماً. ابحث عن التحرر من ارتباط الزمان والمكان ، غير أن التعليم هو قدري و هو من يسيطر على اهتماماتي ويسكن بين أفكاري ، كما أنني أريد أن اتفرغ لخوض غمار جديدة وأفكار أفضل ، فالإنسان يطور من ذاته و يتعلم كل يوم حقائق وأفكار جديدة . لقد بلغ الرسام الشهير بيكاسو من العمر 95 عاماً وهو يحرص على أن يتمرن على الرسم كل يوم لمدة 6 ساعات، وعندما سئل لماذا تفعل ذلك قال: لأني أرى أني أحقق تقدما نتيجة هذا التمرين. والمعلم الحقيقي يجد أن التعليم يبقي معه حتى عندما يتقاعد. فهو موجود معه في حياته العامة والخاصة كما كان موجود معه في محاضن التربية . وعلى المعلم المتقاعد أن يحرص كل الحرص على تقديم خبراته التراكمية والمعرفة التي يملكها أو الرؤية التي يحملها للأجيال القادمة ليستفاد منها . كما أن الأنسان هو الإنسان على مر الأيام والعصور ، فالمشاعر هي المشاعر والأحاسيس هي ذاتها نفس الأحاسيس، فالدموع تعبر عن أحزانه والابتسامة تعبر عن أفراحة ، غير أن ألافكار هي التي تتطور وتنمو . و الصواب يتغير ويظهر ماهو اصوب منه ، كما أن الافكار تتجد وتتغير وتبقى الثوابت هي ذاتها . فهناك أفكار تموت لصالح أفكار أخرى تريد أن تعيش . كما أن التعليم ديناميكي الحركة والأفكار دائماً محرابه يتعرض للتجديد . كما أن التعليم قائم على التساؤلات التي يصنعها التلاميذ . غير اننا لازلنا نمنح الحوافز والجوائز التشجيعية للتلاميذ الذين يجيبون على اسئلتنا نحن ، ولا نمنح الحوافز للتلاميذ الذين يقدمون لنا التساؤلات . كما ان التعليم قائم اساسه على قواعد من التربية ، فالمعلم هو المربي . وعندما استبعدنا مسمى التربية من لقب الوزارة واكتفينا بكلمة وزارة التعليم . ظهر كثيراً من عورة تفكيرنا وضعفه . وفي الختام اقول لكم أن كان الإنسان بطبعه يحب الحياة فإن التعليم هو الحياة . و أدعوا الله لي ولكم بالتوفيق وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم . كما أشكركم على كريم عنايتكم واحتفائكم .
 
 
فيصل3
 
 
فيصل5
 
 
فيصل4
 
 
فيصل1
 
 
فيصل6
 
 
فيصل7
 
 
فيصل8
 
 
فيصل9
 
 
فيصل10
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *