غرد جرس الثانوية الثالثة معلنا انصرام اخر يوم في العام الدراسي 1435-1436 هـ
وتراقصت معه انفاس طالباتنا…فهذه اجازة الصيف اطلت كعيد محمل بزينته ……
وماهي الا دقائق حتى أقبلن علي بنياتي الطالبات ليودعنني والوجوه متهللة فرحه…..!
ناشدتني أحداهن أن اطلب ماشئت لتجلبه لي من تلك البلد التي ستسافراليها هي وأسرتها كعادتها كل سنه.
ثم ساق الحديث بعضه عند طالبتي فأخذت تقصص علينا تجارب أسرتها الجميلة في احدى مدن الالعاب تلك
وبينما نحن في قلب الاثارة ,اذ ضجت أحداهن قاطعة حديث صديقتها :
( يالتيني كنت معهم )
عندها ……. تعجبت كثيرا لقولها ….. واستوقفتني تلكم الكلمات طويلا .
مما جعلني أتغيب بعيدا بتفكيري عنهن !
ما الذي جعل طالبتي تصيح بهذه النبرة البائسة ؟! وما الذي تعنيه اجازة الصيف لها ؟!
ماذا ……؟! وماالذي…….؟!
أشتد زحام الاسئلة على رأسي …..!! فما وجدت لها سوى أجابات مؤلمة !
اهي سفر يلقف ما يجمعون ؟!…….ام تقنية بها لن يجتمعون ؟!……ام تفحيط ولدمائهم يريقون ؟!
ام بأسواق وحفلات يستنزفون ؟!
ديننا ليس ضد أي متعه …. لكنه مع الاعتدال في الامر كله .
ولقد قال صلى الله عليه وسلم ( ولكن ياحنظله ساعة وساعة ) وفي تخريج اخر للحديث ( ان لنفسك عليك حق ).
لكن المال , والعقول , والنفس من الضروريات الخمس التي ينبغي على كل مسلم المحافظة عليها .
وهي ايضا مما لاتزول قدم ابن ادم يوم القيامة حتى يسال عنها……
و الانسان اذا أستطاع ان يقضي أجمل أوقاته وأن يستمتع بها وهو يعمرالارض تكون لاجازته طعم وحلاوة.
فلقد اغتنم الاوقات بما ينفع , واستفاد من الاموال بما يصلح , وارشد العقول والاجساد الى ما ينبغي فعله.
لذلك نقول …. لو ان ولي الامر الفطين وضع خطة مرنة لقضاء هذه الاجازة و ليتعلم الابناء فيها قيمة هذا الوقت الثمين .
فلا ضير لو تحول خط سيرها تلك الرحلة, الى الاراضي المقدسة, مكة والمدينة , فحيث السكينة.
ولا مضرة أيضا لو أنظموا لتلكم الدورات التي تكسبهم مهارة حياتية كتعلم الحاسوب واللغات.
ولا عيب لو أن التحقوا بمعاهد حرفيه يتقنون بها حرفة مستقبليه, تقييهم عوز الدنيا وبؤسها.
وماذا لو خصص لهم ورد يسير من القران الكريم ليحفظوه, ففيه متعة الانفس والاجساد سواء.
وماذا لو …….. والامثلة كثيرة يشح الوقت لذكرها
لكن لو كانوا هكذا ابنائنا مع أوقاتهم ,لسررت عندما صاحت أحدهن بـ ( يا لتني كنت معهم )
التعليقات
3 تعليقات على "يا لتني كنت معهم – للكاتبة ( ضيفة النماص اليوم ) أ. صباح حامد الحربي"
مقالة رائع ..
تصور حالنا مع الاجازة ..
فعند البعض الاجازة تكون ترفية وسفر وزيارات ومناسبات .. وعند القلة الاجازة تكون في اكتساب فائدة من خلال البرامج الصيفية أو الدورات ..
توقفت عند عبارة :
( يا ليتني كنت معهم ) ..
أمنية لم تطلقها صاحبتها إلا لأنه لم يتحقق لها ما تحقق لغيرها.. ونسيت أن سعادتنا ربما لن نجدها في هذه الأمنية.. فالسعادة ليست محصورة في المؤثرات الخارجية ، السعادة نحن من نصنعها فهي تنبع من دواخلنا ..
شكرا لك ..
شكراً لمرورك وتعليقك وأضافتك على مقالتي
أ/منى الشقيري
فقد تعودنا الاثراء منك دائما…..
رااااائعه يا عزيزتي صباح ..
واقعنا في الاجازة
لابد ان نستغل الاجازة بكل ماهو مفيد ونضع اهدافا لتحقيقها و السعادة لا تعتمد على انسان او مكان ، و على الانسان ان يسعد نفسه .. فالسعاده تكون باشياء بسيطة جدا ..
جزاك الله خيرا .. والى الامام ..