الأحد ١١ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٤ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

عفاش .. وشين وقويّ عين – للكاتب أ. محمد مرعي العمري

عفاش .. وشين وقويّ عين – للكاتب أ. محمد مرعي العمري

 

 

طالعتنا قناة غسان بن جدُّو الرافضية والمموَّلة من دولة المجوس الصّفوية – قناة الميادين- بحوارٍ مع أحد أبرز رموز الخيانة في العصر الحديث وهو الرئيس المخلوع علي عبدالله عفّاش .
 
ومن تابع الحوار سيدرك بأنه كان أمام مهرّجٍٍ شاءت الأقدار أن يتولى مقاليد الأمور ليعيث في اليمن فساداً على مدى أكثر من ثلاثة عقودٍ ، وقد تحمّله اليمنيون مكرهين طوال مرحلة حكمه التعيسة إمّا :
 
• لإستناده على الرجل الأقوى في اليمن الذي وفّر له دعماً وحمايةً مكّنته من الإستمرار في سدّة الحكم معتمداً على الإنتماء القبلي الذي ينحدر كلاهما منه وأعني هنا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر .!!
 
 • أو للتكوينات العسكرية التي شكّلها كالقوات الخاصة والحرس الجمهوري ووضع على قيادتها أقاربه ، ليس لحماية الشعب اليمني من عدوٍ وهميٍ خارجيٍ فلا يوجد هذا العدو أساساً ، ولكن لإحكام سيطرته على السلطة التي كان قد خطط للبقاء فيها مدى الحياة ثم لتوريثها لإبنه من بعده إضافةً لإستخدام تلك التكوينات لحماية مصالحه وثرائه الفاحش الذي جمعه لشراء  ذمم بعض اليمنيين واستمالتهم تحسّباً أن يهتزّ حكمه فيذكي الفتنة بين اليمنيين ليقتل بعضهم بعضاً ، وبالفعل فهذا ما هو قائمٌ على أرض الواقع حالياً  .
 
وبعدما لفظه الشعب اليمني وكاد أن يلقى حتفه محروقاً في العملية التي استهدفته في جامع النهدين ثمّ نجاته ، ثمّ الى أن آل به الحال مخلوعاً وممسوخاً ومتجرِّداً من كل أعراف النخوة العربية والشرف والوفاء لكل من أحسن اليه .
 
 فقد سقط القناع الذي كشف للعالم عن قبحٍ وجحودٍ من خلال تنكره لصنيع بن الأحمر معه الذي كان قد توفي قبل حوالي عامين من قيام ثورة الشعب على ظلم واستبداد عفاش ، فكان جزاء أبناء بن الأحمر هو ( جزاء سنمّار ) حيث بادرهم عفاش خلال أحداث الثورة بمناصبتهم العداء وقد تابع الجميع معارك الحصبة ، ثمَ لم يكتف بالإساءة لأبناء إبن الأحمر ، بل هاهو في الحوار الهزيل يسخر من الشيخ عبدالله شخصياً وهو يصفه بالضعيف ، وما كان ليجرؤ على أن ينعته بهذه الصفة لو كان على قيد الحياة ولكنها أخلاق الجبناء الذين لا عهدَ ولا ذمّةَ لهم .
 
ولست بصدد التطرّق الى تناقضاته وإتهاماته وإسقاطاته على ( أسياده ) والتي كشفت عن حقدٍ دفينٍ تعانيه شخصيةٌ متناقضة فضلاً عن الجهل المركب ، فذلك ما لا يستحق ذكره أو حتى التوقف عنده .
 
لكن ذلك الحوار الذي أجزم بأنه هو من بحث عنه وخطط له ، وحسناً فعل ، فقد كشف للعالم من حيث لا يدرك عن خواءٍ في الدبلوماسية وفي الحنكة السياسية التي يفترض أنها قد نضُجتْ فيمن هيمن على حكم بلاده لأربعة وثلاثين عاماً . والملفت أكثر لمن تابع الحوار أن كثيراً من الِأسئلة كان يجيب عليها بلغةٍ هابطةٍ يقف المرء معها حائراً مندهشاً ومتسائلاً : 
 
كيف أستطاع هذا المسخ أن يحكم بلداً كان ينظر له بأنه بلد الحكمة ومهد الحضارة .!!!
 
 
 
مقالك248

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *