الأحد ١١ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٤ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

أين الحقيقة يا دَاوُد الشريان ؟! – بقلم اللواء . م . محمد مرعي العمري

أين الحقيقة يا دَاوُد الشريان ؟! – بقلم اللواء . م . محمد مرعي العمري
 
 
من المعلوم أن تطابق الأفعال والأفكار في أي مجتمع صغيراً كان أم كبيراً منذ بدء الخليقة يعدُّ أمراً مستحيلاً  . وقد راجت بعد حلقة دَاوُدَ الشريان مع الموقوف خالد المولد عدة مقالات وأطروحات تباينت فيها الأراء .
 
فهناك من يرى إستغلال دَاوُدَ برنامجه لأهدافٍ مكشوفةٍ ينفث سمومه في كل ما يسيئ للدين ولطلبة العلم بل والى شعيرة الجهاد والتي متى ما أكتملت أركانها وأهمها بأن يكون إعلن الجهاد بموافقة وأذن ولي الأمر والوالدين ..!! ( وأجدني ميّالاً لهذا القول مع بعض الإيضاحات التي سترد لاحقاً في سياق هذا المقال ) .
 
وفي المقابل هناك من يرى بأن الشريان أراد أن يطلَّع الناس على فكرٍ منحرف ومناوئٍ حتى للدولة وأضاف أصحاب هذا الرأي بأنه لا يُقدََم هذا عملٌ إعلاميٌ مثيرٌ كتلك المقابلة الا بعلم وموافقة الجهات المعنيّة .  
 
وكما أسلفت في المقدمة بأن أي مجتمع لابد أن يكون من أفراده من يكسر القاعدة سلباً ويشذُّ عن الطريق . والمجتمع السعودي كبقية المجتمعات على هذه البسيطة ليس بالمجتمع الملائكي ، فمن بين أفراده من استهوتهم الشياطين وزلّت بهم القدم ولكنهم فئامٌ قليلون ولا يمثّلون سوى أنفسهم ولا تنسحب أفعالُهم على المواطنين السعوديين كلهم . فلماذا يصرّ هذا الشريان بخبثه وحقده على ممارسة هذه الإنتهازية ويطرح ما يطرح في قناة عرفت بأنها أكبر معول هدمٍ للإسلام .
 
هل كان يهدف الى تقويم المولد وأمثاله ويرى بأن في فضح فكرهم المنحرف ما قد يدفعهم لمراجعة أنفسهم ، وهو أول من يعلم أن ظهور هؤلاء الجهلة إعلامياً ذلك ممّا يُكرّس فيهم الجهل المطبق والأفكار الظلامية . ثمّ إن من يهمه أمر أخيه ويريد تقويمه لا يفضحه أمام الملأ . 
 
أكاد أجزم بأن الشريان ومن أتاح له المجال من مسؤولي القناة التي يصل بثُّها لكل قارات العالم قصدوا بهذا التوجه الإساءة عن سابق إصرارٍ وترصدٍ لمجتمعهم الذي تنكَّروا له ، فهم يدركون أننا في هذه البلاد المباركة لنا خصوصيتنا وأننا مجتمعٌ متدّين ومحافظٌ وهذا بالطبع ما يؤرقهم وما فتئوا يسعون الى تحقيق مآربهم التحررية ، متناسين أنهم ببثّ مثل هذه المقابلات التى لا فائدة ترجى منها قد تتغيّر وجهة نظر كثير من المسلمين تجاهنا كسعوديين، وفي الوقت نفسه نسلِّم لأعدائنا من الرافضة وغيرهم مبرراتٍ يستغلونها لتأليب واستمالة العالم ضدنا خصوصا ونحن نعيش ظروفاً إستثنائيةً هذه الأيام .
 
وأما من يقول بأن الشريان يجري مثل هذه المقابلات بتوجيهٍ من الجهات المعنيّة فأقول له :
لا يمكن لأي مسؤول أن يسمح بمناقشة مسألة دينيةٍ هامةٍ قال فيها علماؤنا الأجلاء الرأي الشرعي الذي لا لَبْس فيه ثم يُترَك لأشخاصٍ كالشريان والمولد وهما وجهان لعملةٍ وَاحِدَةٍ مناقشة مثل هذا الأمر على الهواء .
 
• القناة ليست رسميّة ولا تبثّ من داخل المملكة … وأعتقد انه بات من الأهمية بمكان أن يُلتَفتَ لمثل هذه البرامج وأن تكون هناك ضوابط يجب عدم تجاوزها عند طرح أي شأنٍ داخلي ولا يُفسَحُ المجالُ للعابثين والانتهازيين بتمرير إساءاتهم لهذا الكيان الغالي  .
 
حفظ الله المملكة وأهلها من كيدالأشرار وأدام لنا قيادتنا الراشدة ووفقها الى كل ما يعلي كلمة الحق ويئد الباطل وأهله وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
 
 
 
مقالك2

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *