صحفة النماص اليوم :
أعطني اللون وغني , لوحة صامتة بكوب دافئ , وبلون غني وكلمات تسيطرعلى جاذبية بوصلة كوب يحدد خريطتها تنشد له من كل الاتجاهات. كوب ذا لون ابيض غير نقي يبدو ممزوج بلون القهوة مفعم بدفئها عكس على لون الطاولة المتسيدة بالكوب الأنيق .
بدرية الشهري تشكيلية مثلت طبيعة صامتة بسيطة التكوين عميقة المعنى يبدو بها *كوب يتضح امتلائه بالقهوة البنية اللون و يرتكز الكوب على صحن مكتسي بذات لون الكوب ومنه على طاولة تأخذ لون القهوة , ومن حول هذا التكوين وضحت بدرية الشهري بالظلال استدارة جسم الكوب كما تتضح معالجة سطح الخلفية والتي انتشر بها لون الكوب ولكن بتأثيرات السكين التي لعبت في إبراز درجات اللون الخفية ومساحات تبدو بها الإضاءة متجاورة مع ظلال خفيفة , كما أضفت المعالجات للعناصر دراما شكلية ودفء محيط بالعمل , وحول هذا التكوين الأنيق أحاطت التشكيلية بدرية العناصر بإفريز ازرق اللون يتوسط مساحة اللوحة بمسافة الثلث كتب علية بخط كوفي عبارات غنائية ( القهوة كالحب قليل منه لا يروي وكثير منه لا يشبع , يا قهوتي المرة غني ولو مرة ) . ظهرت معالجات فرشاة التشكيلية باللوحة بملامس مختلفة حيث نلاحظ بأنها ملساء في مساحة القهوة ومساحة الطاولة بهدف إبراز مستواها المسطح أما بجسم الكوب فيبدو استخدام الفرشاة بضربات خفيفة وضحت اختلاف الأسطح وساعدت في مزج منطقة الظل بمساحة الضوء بطريقة برزت من خلالها استدارة جسم الكوب , أما باقي مساحة الخلفية فاستخدام السكين كان الحل المناسب لمعالجة المعاجين المضافة وتوزيع اللون بطريقة ناجحة , كما نلاحظ أن الإفريز الأزرق اللون كان مسح لوني صافي ساعد على إبراز الكتابة المنفذة عليه , أما بالنسبة للكتابة فنجد بأن التشكيلية قد أبرزتها بظلال منحت العبارات وضوح أكثر وتجسيم للحروف .
أعطني اللون وغني , بدرية الشهري منحتنا مقطوعة لونية ذات نغم دافئ ورائحة القهوة الناضجة تفوح منها , نشعر بأنها تنبض بالحياة فلم يكن صمت التكوين جامدا بل ذابت أطرافه من الإفريز الأزرق وكأن كلماتها المحيطة بالكوب ذابت شجنا من دفئ القهوة ليست دموع ولا ألم بل هي مزاج عالي انتقته بدريه الشهري بعناية لتقدم لنا به كوب قهوة بطريقة تشكيلية راقيه تنبض بالحياة. *
إن براعة التشكيلية ظهرت في تنظيم عناصر العمل , حيث نجد بأن التنظيم الشكلي للعناصر من كوب يتوسط إطار كتابي وجميع العناصر تتوسط مساحة اللوحة , والكتابة المنظمة في الإفريز وانسكاب اللون باتجاه الجاذبية كل ذلك يعطي المشاهد انطباع بحياة العمل الصامت رغم سكونه , كما نجد بهجة القهوة ومتعة الكلمات المنتقاة بعناية والمحيطة بعالم مكون من كوب وقهوة ورائحة تفوح منها وطعم ناضج محاطة بنغم مشاغب وانسكاب لون كل هذا رسالة من بدرية الشهري مفادها( استرخي واستمتع بكوب قهوتك ,غني فالعمر محاط بمساحات مفتوحة لا يحدها إلا كلمات شجية نحن من نخطها بأنفسنا ) شكرا بدرية على كوب القهوة .
التعليقات