خلال هذا الأسبوع كانت مدينة جدة هي وجهتي السياحية كحال كثير من الأسر السعودية التي تريد أن تقضي الإجازة في الداخل . ولكن البحث عن المتعة سرعان ما ينقلب إلى دوامة من العوائق والصعاب التي تجعل من هذه الرحلة مصدرا للانزعاج والمعاناة .
فما إن تعزم على السفر وتبدأ في الترتيبات حتى تصاب بأولى خيبات الأمل حين تجد أن جميع الشقق والوحدات السكنية المفروشة التي تناسب العائلات لا تقبل الحجز المبكر مسبق الدفع وإنما تشترط الحجز المباشر في نفس يوم الإقامة ..
وهذا في الحقيقة مظهر غير حضاري ولا يتناسب مع ما نشهده من معاملات وتسهيلات إلكترونية في كافة المجالات .وفي الغالب تفاجأ عند حضورك بعبارة ترحيبية معلقة على أبواب هذه المباني المفروشة تقول ( عفواً لا توجد شقق للإيجار ) . وقد اضطررت شخصيا أن أدفع يوما مقدما بواسطة أحد الأصدقاء لمجرد الحجز مع أنني لم استفد من ذلك اليوم مطلقا حيث لم أصل الا الساعة الثالثة هو موعد اليوم الجديد .
من المعوقات كذلك عدم الالتزام بتنظيمات هيئة السياحة التي تنص على إبراز درجة التصنيف والأسعار في مكان بارز تجنبا للتغرير بالمستهلك بل المشاهد أن الإيجارات في تزايد فما كان العام الماضي بـ 600 ريال أصبح هذا العام بـ700 و 800 دون سبب منطقي مبني على تحسن ورقي الخدمة .
من المعوقات عدم توافق الخدمات المقدمة مع الأسعار الباهظة فالخدمة الوحيدة هي خدمة الإيواء فقط ومعظم الخدمات الأساسية لا تتحصل عليها إلا بعد الطلب مرارا وتكرارا ناهيك عن تدني مستوى جودة ونظافة الأثاث الموجود في الوحدة السكنية .
الزحام الشديد في الشوارع يعد كذلك معوقا جوهريا يحد كثيرا من تحقق المتعة التي ينشدها السائح فهو يختار البقاء على الخروج لعدة أمور منها الزحام الخانق ومنها كذلك فقدان موقف السيارة عند العودة وهذا من المضحكات المبكيات .
من المعوقات أيضا المغالاة في أسعار الخدمات السياحية والترفيهية وقد حيرني تعقيب أحد كبار المستثمرين في المجال الترفيهي والسياحي حين عقب متذمرا من عدم تجديد عقد الاستثمار من قبل الأمانة مبررا ذلك بعدم تحقيقه المكاسب المستهدفة مع العلم أنني ومن تجربة شخصية قد دفعت أكثر من خمسمائة ريال في أقل من ساعة واحدة لمشاريع تعود لهذا المستثمر .. وكأن الشاعر عناه حين قال :
أيها الشاكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلا
هيئة السياحة تقوم بجهود كبيرة ونشاط ملحوظ في الفترة الأخيرة ولكن يبدو أنها في حاجة الى تكثيف الفرق الميدانية لتتابع وبشكل دقيق التزام مقدمي الخدمات السياحية بالمعايير التي على ضوئها منحوا تراخيص مزاولة النشاط فالسائح قد يغض الطرف عن السعر حين يجد خدمة جيدة تنسيه عناء السفر وتهون عليه حجم النفقات.
التعليقات
2 تعليقات على "معوقات السياحة الناجحة – للكاتب أ. عمر ال عبدالله الشهري"
لسياحة لاتقم بكلمات وشعارات وتحديد أماكن!!السياحة تحتاج مشاريع فعلية وصحيحة وبنية تحتية تقوى هذه السياحة كمطار وأسواق عصرية وليست سوبرماركت!!ثم طرق حديثه وفنادق وشقق ومراقبة للاسعارطوال العام وليس ترك الحبل على الغارب كل يسعرعلى كيفه..الشعارات كثيرة ولكن التنفيذ 0.
ألي يسمع الحديث عن السياحة في النماص يقول هناك قطارات ومطارات وفنادق وأسواق ومنتزهات وووو,,كلها مرجيحة وقرود أكلت الأخضر واليابس ,,نحلم ولعل الحلم يتحقق بمطار وبرج طبي لعلاج المرضى وبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس.