الأربعاء ٧ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٠ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

رثاء في الغالي أبا مشعل – بقلم أ. إبراهيم علي جازع العمري

رثاء في الغالي أبا مشعل – بقلم أ. إبراهيم علي جازع العمري
 
 
 
فقدنا وفقدت الإنسانية جمعاء يوم السبت ٢٨ / ٢ / ١٤٣٦ هـ رجلآ من أغلى الرجال ، ورمزآ من رموز العطاء والكرم .. فارسآ ترجل عن صهوة حصانه ، وغادرنا إلى رحاب ربه، وتركنا يتامى في الحياة .
 
فقدنا الحبيب (معدي تغمده الله برحماه) والذي لم نزل عطاشى نريد الإرتواء من نهر عطائه الوافر..اخآ، وصديقآ، ومرشدآ. فكان لفقده ذلك الزلزال الذي سيظل يهز قلوبنا ألمآ وحزنآ. 
 
فهيهات هيهات أن ننسى(معدي)   .. لقد عدى من بين ظهرانينا وتركنا ليلحق بجوار ربه و (لكل أجل كتاب)؛ في موعده صباح السبت قبل أسبوعين! 
 
آه وألف آه يا(معدي) ..لقد إنطفأت بوفاتك في حياتنا وحياة الآخرين من محبيك نجمة وضاءة لطالما اضاءت لنا ولهم طريق الحياة المظلم ، وزرعت الأمل في كفوفنا ورودآ مشرقة طيبة الرائحه.
 
 لم تبخل يومآ عن مشورة، أو نصيحة، أو عطاء من فضل الله عليك ؛ بل كنت جوادآ بما لديك ، وكنت مدرسة في السخاء تخرج أجيالآ وأجيالآ.وكنت في لحظات حياتك تقدم دروسا تتبعها الدروس في التكاتف والتلاحم والترابط. وكنت تستخدم سلاح الإبتسامة ، والرفق ، والمودة؛ فأسرت قلوب الأباعد والأقارب.
 
لم يتحمل قلبك البريء الطاهر..ألم أغلى من تحب (العم علي بن معدي شفاه الله ورده إلينا بكامل وعيه وصحته وجماله) وشعرت بالضيق لأنك تراه طريح الفراش وأنت لاتقدر له على شئ ، ولاتملك له شفاءا؛ وانت كنت رفيقه ، وسنده، وزوج ابنته..لم تتحمل أن تراه يتألم فضحيت بنفسك ، وآثرت الخروج من الحياة قبل أن تسمع عنه ما يزعجك. ..
 
إن هذه التضحية حب خالد كبير لايصدر إلا ممن وفقهم الله للعمل الصالح.. أقول أن هذه التضحية سوف يسجلها التاريخ بمداد من الذهب وستذكرها الأجيال القادمة نبراسا للتضحية ..والعطاء ..والحب.
 
رحلت أبا مشعل تاركا إرثا من الأخلاق والمحبة والسلام .وإرثا من الأبناء سوف يحملون مشعلك وأفكارك وطموحاتك فأرجو الله أن يوفقهم للسير على نهجك المبارك؛ وأن يكملوا بناء جسر العلاقات الطيبة مع كل الناس بلا استثناء كما فعلت في حياتك.
 
 
لقد تركت يا أبا مشعل خلفك محبين كثر، تألموا لفراقك ولازالت المفاجئة تتملكهم غير مصدقين لخبر وفاتك .ولكنهم على العهد دوما محبين حتى وإن رحلت جسدا فلقد روحا خالدة في شغاف قلوبهم.
 
ومما أدخل الطمأنينة في قلبي وعقلي ونفسي وزادني رضا بقضاء الله انك تركت زوجة صالحة احبتك في حياتك ومماتك بكل صدق وإخلاص ووفاء والكل يشهد بذلك..
 
دعائنا لها بالصبر الجميل والرضا وحسن الظن بالله ، وأن يوفقها الله في المهمة الشاقة لقيادة هذه السفينة وهذه الأمانة العظمى إلى بر الأمان والنجاح والازدهار.
 
ختاما ….. إن الكلمات تعجز عن التعبير عن هول ما حدث     …  ولكن نقول إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا.
 
إنا لله وإنا إليه راجعون .. والحمدلله رب العالمين.. وداعا يا أغلى الرجال ..محبك الوفي لذكراك .
 
عديل الفقيد : إبراهيم علي جازع العمري
الرياض
 
 
مقالك36

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *