لا احسب أنّ ثمة من خلاف إلا وللعصبية القبلية طعم علقم السوطِ ، مخلوطاً بشيءٍ من ملح وبارود الكبت . يضاف إليها كثير من زيت هدر كرامة الإنسان وآدميته . توضع على نار ليست هادئة وإنما هي نفخ وجلد عابث إذ أن مقومات الحوار لم تنضج في مجتمعاتنا بعد .
فلا زالت تشخصن الصواب في الشخص نفسه ، لا فيما يقوله مقيدة عقولها بسلاسل وأغلال تخلف توقعنا في شراك جهلنا . شعارها هذا من شيعته وهذا من عدوه . والحقيقة أن كتابة الرأي والحوار تخضعك لمحك التدريب على الحوار وتقبل النقد من خلال الوضوح والشفافية والوضع على المحك .
ومن هنا علينا جميعاَ أن نسعى لمعالجة مفهوم جمال الانتماء القبلي وقبح العصبية القبلية من خلال مزيد من جلد الذات لتتدرب على فنون الحوار فما زال بيننا وبين ذلك مسافات شاسعة فما أن تفكر في قول رأي أو إبداء وجهه نظر حتى يتمَّ القبض عليك متلبساً بجريمة حيازة الرأي و العقوبة التي تنتظرك من قسوتها تجعلك طريح الفراش ..
وستعيش ما فضُلَ لك من عمرك موشوماً بـصاحب فتنة، و سيتوجّس منكَ الأقربون خِيفةَ، هذا جزاءُ مَن تورّط بامتلاك رأيه وسعى حثيثاً إلى استثمارِ شيءٍ قليلٍ منه، والحقيقة أنه ما من كتابة تكون مجدية إن لم يكن لك الحق أن تكتب فيما تفكر وبما تحلم .
فدعني أحلم كيف أشاء فأنا لا أفكر في الفضاء , و عزائي أن أحلامي أجدها عند غيرنا تنضج وتكبر ولم تعد حلماً . يوم أن استبدلوا كآبة الصمت بمولود الحوار وعليك أن تعلم حينها أن الصمت لا يصنع السلامة ولا يمكن أن تناط به مسؤولية،
فا التكليف يقع بالضرورة العقلية تحت اعتبار السمع والبصر والفؤاد ( مقومات الوعي الإدراكي ) وحين تتوارى تلك المقومات , فقدت حقك في الحوار وصنعت من الصمت كآبة ليس لك منها سحابه ممطرة ما لم يكن لها رعد وبرق الاختلاف .
التعليقات
تعليق واحد على "مفهوم جمال الانتماء القبلي وقبح العصبية القبلية – للكاتب أ. فيصل بن إبراهيم الشهري"
ولازال هناك عدد من القنوات الفضائية تركز برامجها علي التفرقة والتمييز بين القبائل وكأنهم أصحاب فتوحات واختراعات.