صحيفة النماص اليوم :
محافظة النماص منطقة جبلية ذات غطاء نباتي يتدرج في كثافتة من الغرب وحتى الشرق، وكذلك جبلية المنطقة فهي ذات صعوبه في تضاريسها من ناحية الغرب وتكون أقل صعوبة كلما توجهنا نحو الشرق وهو مايسمى بنجد ، ومحافظة النماص تضم جميع الحيوانات التي يستألفها الإنسان ومنها الجمال والأبقار والضان والماعز بالإضافة الى الدواجن الا أن الجمال هي الأقل حظاً في التواجد بمحافظة النماص بسبب صعوبة التضاريس وبرودة المناخ طوال العام تقريباً .. وقد كان الأهالي يمتلكونها (الجمال) من أجل أن يحملون عليها ما يحتاجون إليه من متاع وأدوات تخص حياتهم المعيشية مثل نقل الحطب الذي يحصلون عليه من الجبال التي تكثر فيها الأشجار وخاصة في النواحي الشرقية من المحافظة ، وينقلون عليها حبوبهم التي يريدون بيعها في الأسواق الأسبوعية ، ويستخدمونها كذلك في زواجاتهم فيحملون عليها العروس من بيت والدها الى بيت زوجها على ما يسمى بالهودج ، ويستخدمونها أحياناً لإستخراج الماء من الآبار عن طريق قربة كبيرة تُحمل بالماء تسمى الغًرب ، وتروى بهذا الماء مزارعهم الذي يصل اليها بكميات كبيرة بهذه الطريقة ، وكانت الأسر قديماً في محافظة النماص تشترك في جمل واحد فيكون ذلك الجمل كل اسبوع أو شهر لدى واحدة من تلك الأسر أو كل شهر حسب الأتفاق بين الشريكين ، ويقوم أهالي النماص في بعض الحالات بذبح الجمال في مناسبات الزواج أو الاعياد أو الختان أو غيرها .. ويقومون أحياناً بذبحها ويشتركون في قيمتها ويوزع لحمها بين المتشاركين من أهالي القرية، وبدأت الجمال في الانقراض من محافظة النماص والابتعاد عن الأنظار عندما تواجدت السيارة التي ألغت جميع خدمات الجمل والحاجة اليه وأصبحت السيارة تقدم الخدمات للأنسان في هذه المنطقة كبديل رسمي للجمل ، وكانت أسعارها ( الجمال ) في ذلك الوقت مناسبة لدخلهم، ولم يكن يهتم أهالي المحافظة بأنواع الجمال أو أنسابها أو ألوانها فكانت عندهم متساوية لا يفرقون بينها من أي ناحية مالية أو جمالية الا من حيث حجمها أي كبرها أو صغرها فقط ، فكانت في نظرهم دابة تُستخدم لتخفف عليهم أعباء العمل ومساعدتهم في تصريف شؤون حياتهم ، وكان البعض يسمي الجمل بإسم يعرف به من صغره حتى مماته، وكان البعض يعتني بجمله فيسقيه ويعلغه بطريقة فيهاعناية فائقة بل وكان البعض يُسكن جمله في مسكنه ويدخله إليه عند اشتداد البرد ليقية شدته، ويشعل قبس النار التي توقد في منزله ليدفئه وأهله، وكان يعاني أهالي المنطقة من صعوبة المناطق الجبلية فكان إذا أصيب الجمل بكسر يجتهد أصحابة في تجبيره ورعايته حتى يتماثل للشفاء، وإذا لم يكن لذلك الجمل في الشفاء نصيب قام أهل القرية بذبحه وتوزيع لحمه بينهم تفداياً لموته دون الأستفادة من لحمه وجلده، وما نشاهده الآن في الصورة هو قعود يرجع إلى نوع في الابل يسمى شقح أسماه صاحبه همام وهو في سن السبعة أشهر ، وأبوه كما يقول هو تَمّامْ بعير هيف بن عبود القحطاني ، و أمه حمراء الموسمه بوسم هيف بن عبود والتّي قد أهداها قبل عام وقد لقحت بالقعود همام الذي تشاهدونه في الصورة .
التعليقات