ليست رحلة في قافلة تقطع الفيافي و تهبط اﻷودية و تمر بها الليالي المظلمة تملؤها المخاوف من قطاع الطريق ..
إنما هي رحلة في نفوسنا بين الشتاء و الصيف ..
فلا يكاد يشتد الصيف و تتوهج شمسه و تمـﻷ الرطوبة السواحل و تلفح السموم سكان السهول حتى تضيق به النفوس و تشمئز و تتذمر و تضيق بذلك الضيف الثقيل و يغدو حديث المجالس و مصدر المواعظ عن جهنم و شدة حرها !!
و نتمنى زواله و نعد له اﻷيام و الليالي و نراقب أخبار الفلكيين و كلنا شوق لتبدل أحواله ..
و حين يطمس الشتاء معالم الصيف و يملأ اﻷرض برودة و تجمدا و تغدو ملامسة الماء ﻷجسادنا اختبارا قاسيا لشدة التحمل و تتبدل ألوان ملابسنا بل و تتراكم فوق أجسادنا و تتهاوى درجات الحرارة حتى الصفر و تتجاوزه نضيق به ذرعا و نتمنى انقضاء أيامه مترحمين على الصيف !!
فلا نزال في رحلة بين هذين الفصلين و كل واحد منهما يشعرنا بقيمة اﻵخر و يحسن صورته لدينا .. لا لشيء سوى أننا بشر فطرتتا ألا تكتمل القناعة في عقولنا و قلوبنا ..
التعليقات
تعليق واحد على "رحلة الشتاء والصيف – للكاتب أ. نايف المالكي"
اخ نايف المالكي ارحب بك فى صحيفة النماص .
كما أن مقالاتك تعجبني وتفكيرك ايضاً .
انت زميل عمل والقاك كل يوم واعلم مستوى ثقافتك ودائماً اسعد بحديثك .
بريدي / FAIsel.eb.sh@live.com