أشبهت ليلتنا الداعشية الدموية الحالكة الظلام في العراق و الشام ليلة البارحة الطالبانية في أفغانستان برغم المسافة بين الرقة و كابل و اختلاف العرق و اللغة .
صنع الفارون من حكوماتهم المتطفلون على أوطان غيرهم دولتين تشابهتا في غاية الدم و إراقته و قتل المدنيين و بسط السلطة على القرى و المدن و اتخاذ الشريعة و تحكيمها سبيلا إلى البطش و التجبر و التباهي بالعدد و العدة واختلاف الجنسيات و اﻷلوان بين صفوف مقاتليها الملثمين الذين تشابهوا هم أيضا في ولائهم المطلق لزعمائهم وانقلابهم الديني و اﻷخلاقي على أوطانهم و حكامها بل و على آبائهم و إخوانهم و عشيرتهم اﻷقربين !!
و هم اليوم كما كانوا باﻷمس القطب الجاذب ﻷمريكا و حلفائها و مصدر التشريع للدول الراغبة في تفتيت العالم اﻹسلامي .
نعم أشبهت تلك الدولة سابقتها لكننا اليوم لم نشبه أنفسنا حين انخدعنا بالمقاتلين في أفغانستان و صدقنا القصص بل اﻷساطير عن حارقي الدبابات و مسقطي الطائرات الروسية و هم بلا سلاح !!
لم نتهافت على أشرطة الكاسيت لسماع تلك القصص و لم نتحلق حول الدجالين و هم يحاولون رسم صورة أخرى لتلك الجماعات المتناحرة على السلطة و الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا !!
و أخيرا لن تكون داعش الدولة اﻷخيرة للمتشددين لكننا لن نقدم أموالنا و عواطفنا ثمنا لثقافة الدم التي يصدرها أولئك كما فعلنا باﻷمس ..
التعليقات
5 تعليقات على "ما أشبه الليلة بالبارحة – للكاتب أ. نايف المالكي"
المقال رائع جدا وفيه تشبيه قل منا من انتبه له
احسنت اخوي نايف وسلمت يمينك
جميل جميل جدا والى الأمام أستاذ نايف
مقال في قمة الروعه
خير الكلام ما قل و دل
احسنت اخ نايف وبارك الله في علمك
ننتظر منك كل جديد
كلام جميل وننتظر المزيد أخ نايف