الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ

( أنتم قدوة معاشر المدربين ) – أ. محمد بن الشيبة الشهري

( أنتم قدوة معاشر المدربين ) – أ. محمد بن الشيبة الشهري

 

 



أتمنى لزملائي المدربين جميعا التوفيق والسداد ، وأن يقدموا لأنفسهم ودينهم ومجتمعهم عملا صالحا يلقون به ربهم ، ويبقى لهم ذخرا في صحائف أعمالهم (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا). 

التدريب إخوتي تعليم ومهارة ، والكيّس من فطن لعظم الأمانة الملقاة على كاهلة ، طالما قرر الانضمام لقوافل المدربين. 

المعوّل عليكم الآن معاشر المدربين في تطوير المجتمع وتثقيفه ، والارتقاء به ومواكبته للمجتمعات المتقدمة ، والنبي ﷺ يقول (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. رواه مسلم 

نحتاج إلى الكثير ، وتعاوننا على الخير ؛ تعاونٌ على البر والتقوى ، فلنطور من أنفسنا ومهاراتنا ، ونقدم للناس النموذج المثالي للمدرب المثالي. 

لا تنسوا أنكم “قدوات” فكونوا “قدوات” في أنفسكم أولا وفي مجتمعكم ثانيا ، وسترون أن “عدوى تميزكم” ستصل إلى من يتدربون تحت أيديكم. 

“طبّقوا” ماتُدربون الناس عليه أولا واعملوا به ، ففاقد الشيء لايعطيه ، ومتى عملنا بالعلم ؛ كان ذلك أدعى لقبول الناس له ، وأيسر لإيصال المضمون لهم ، فليس نقل الخبر مجردا كمعاينته وتطبيقه ومعالجة آثاره عمليا ، وهل يتفق فيه الجانب النظري مع الجانب التطبيقي. 

والناس يشعرون بكل ذلك من خلال إلقائكم وتفاعلكم ولغة إقناعكم وأجسادكم. 

مجال التدريب واسع ، وجميل أن يركز المدرب على مايتقن ، ويطور نفسه في مجاله حتى يصبح مُبرّزا فيه ، ومتى اجتمع في المدرب التخصص العلمي والتطبيق العملي فثمة “إبداع” سيشع ضوءه من خلال دوراته التدريبية. 

ليس كل ما نُقل إلى مجتمعنا يصلح للتدريب دون تمحيص ، ينبغي أن نستصحب دائما أحكام عقيدتنا الإسلامية ، وكذلك أعرافنا الاجتماعية التي لاتخالف ديننا ، وأن نضع كل مايردنا من علوم في ميزان الشرع ، فما كان منها لا يخالف شرعنا وتجلّت مصلحته فالحكمة ضالتنا أنّى وجدناها فنحن أحق بها، وما كان منها مخالفا لشرعنا رددناه ، مستيقنين أنه لو كان خيرا لنا لما نهانا عنه شرعنا الحنيف. 

أخيرا ، أسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا وأن يستعملنا في طاعته ، وأن يجعلنا مباركين أينما كنا ، ودمتم بإذن الله بخير وعافية 

وكتبه المدرب / محمد بن الشيبة الشهري

 

 

مقال-محمد-ابن-الشيبة

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *