الجمعة ٩ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

الشيخ عبدالله الشهري .. يحث على عدم التنابز بالألقاب ، وظاهرة إنتشارها تفكك المجتمع

الشيخ عبدالله الشهري .. يحث على عدم التنابز بالألقاب ، وظاهرة إنتشارها تفكك المجتمع

 

 

صحيفة النماص اليوم :

 

عبَّر  الداعية الشيخ – عبد الله بن عبد الرحمن الشهري إمام وخطيب جامع عمار بن ياسر بالرياض –عن أسفه لانتشار السخرية بين كثير من الناس والتنابز بينهم بالألقاب، وأن انتشار هذه الظاهرة أحد الأسباب الرئيسة في تفكك المجتمع، وتقويض تماسكه ووحدة صفه، الأمر الذي من شأنه أن يُؤثر في الرابطة القوية التي تؤطّر المجتمع الإيماني الصالح، والعلاقة التي تقوم بين المسلم وأخيه على أساس قوي من المحبة الصادقة والاحترام المتبـادل والتواضع، ولين الجانب.

 

وقال الداعية الشيخ – عبد الله  الشهري – في حديث له عن السخرية والتنابز بالألقاب بين الناس -: إن هذا المجتمع المبني على الأخوة لا يمكن أن يبقى موحداً، وقوياً، ومتماسكاً، إذا دبَّت فيه الأمراض الأخلاقية، كالسخرية، واللمز، والتنابز بالألقاب، فإن هذه الأمور من أهم أسباب تفكيك المجتمع، وللأسف انتشرت ظاهرة السخرية بين كثير من الناس إلا من رحمَ ربي صغاراً وكباراً، السخرية من مريض، السخرية من مستقيم، السخرية من جاهل، السخرية من فقير، السخرية من نحيل، السخرية من سمين، السخرية من أسود، السخرية من عانس، السخرية من عائلة أو قبيلة، سخرية وغمز ولمز وهو محرم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ}، ومناسبة هذه الآية لما ذكر الله تعالى في الآية السابقة: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} أن لهذه الأخوة حقوقاً وواجبات، فإذا كان المؤمنون إخوة فإنهم يجب عليهم أن يتحابوا وأن يتآلفوا، ولا يجوز لهم التقاطع، ولا إضرار بعضهم لبعض، بالسخرية والهمز واللمز والتنابز بالألقاب وسوء الظن والغيبة.

 

ورأى الشيخ عبد الله الشهري أن هناك مجموعة من الأسباب لانتشار السخرية بين الناس منها: العداوة، الكبر، التسلية وإضحاك الآخرين، مرافقة أهل السوء، محاولة الانتقاص من مكانة الآخرين، أما مظاهرها فمتعددة منها: السخرية بكلام المتكلم سواء في طريقته أو كيفيته، السخرية بصورته أو خلقته أو صوته، السخرية بلباسه، السخرية بوضعه المادي، مشيراً إلى أن من الآداب التي ينبغي أن يراعيها المؤمنون ألا يعيب بعضهم بعضاً.. ولا يطعن بعضهم على بعض.. لأن المؤمنين كنفس واحدة متى عاب المؤمن فكأنما عاب نفسه، وقد جاء الوعيد الشديد في شأن الهماز اللماز.. وهو الذي يطعن في أعراض الناس ويحقر من أعمالهم وصفاتهم.. وينسب إليهم السيئات استمتاعاً بالحطّ منهم وإظهاراً لترفعه عليهم.. قال تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}. 

 

 وختمَ الشيخ عبد الله الشهري قائلاً : على من أُبتلي بهذه الظاهرة أن يُعالج نفسه بأمور منها: تقوى الله في السر والعلن، محاسبة ومعاهدة النفس ومراقبتها لله، كثرة الاستغفار والدعاء، الحذر من التعرض لمعصية الله وسخطه، أحب للناس ما تحب لنفسك، الحذر من تبدُّل الأيام فيُعافي الله المبتلى ويبتليك أنت، النظر بعين التعقل في الكلام قبل النطق فيه {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، تذكَّر القبر وأهوال يوم القيامة، إشغال الوقت فيما يرضي الله وفيما يعود عليك بالنفع والفائدة من خيري الدنيا والآخرة.

 

 

 

جامع-عمار-بن-ياسر-الرياض

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *