الأربعاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٣ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

هذا ما يخيف أميركا من ضرب بشار ! – للكاتب أ. رافع بن علي الشهري

هذا ما يخيف أميركا من ضرب بشار ! – للكاتب أ. رافع بن علي الشهري

 

لقد أحسّ الغربُ عموما وأميركا على وجه الخصوص أنهم قد تأخروا في ضرب سوريا ولم يعد الوضع الحالي يسعفهم أبدا.هم قد خططوا لسوريا منذ اندلاع الثورة التي لم يكونوا يتمنونها لكن الشعب السوري فرضها عليهم وعلى الطاغية وعلى إيران وإسرائيل,وتَحمّل ولازال يتحمل تبعاتها التي ستكون نتائجها حتما في صالحه وإن تأخرت الى اجل يعلمه الله.فحين قامت الثورة كان الغرب وإيران وإسرائيل يظنون أن بشار سيكبتها في مهدها,فهم لايريدون غيره فهو المناصر الحقيقي والحامي لآمن اسرائيل من المد الاسلامي من الشمال,وهو الحليف التقليدي لحزب حسن نصر الله في لبنان الذي تعتمد عليه إسرائيل اعتمادا باطنا لاظاهرا(حاليا),كما هو المتفق عليه بينهم.وكانوا يتوقعون أن بشار سيقضي على زمرة المناوئين له بما فيهم من اسلاميين وقوميين وغيرهم,لكن الآمر طال واتسع,حتى اصبح الشق أوسع من الرقعة,وإن كان مبعوث الآمم المتحدة والجامعة العربية الآخضر الابراهيمي قد نصح لهم بكل إخلاص, بضرورة التدخل السريع لآنه يعلم تماما أن الجهاد الاسلامي يتنامى ويزداد يوما بعد يوم وقد يأتي يوم لايقدر العالم كله على كبح جماحه البتة!أما الآن فقد أُسقط في أيدي الغرب والولايات المتحدة وروسيا وإيران وإسرائيل وأصدقاؤها المحبين لها,وأصبحوا أمام الآمر الواقع,فالفيتو الروسي الذي أتفقوا عليه,غدا وصمة عار في جبين شرطي العالم المزعوم(الغرب وأميركا)حين يُقتّلُ الناس في أبشع مجازرٍ عرفها التاريخ ومنذ أكثر من ثلاث سنين,يصل ألآمر فيها إلى الاسلحة الكيماوية,ليموت فيها أكثر من ثلاثة ألاف نفس في لحظة واحدة,ناهيك عن عشرات الالاف الذين قتلوا ومئات الالاف من المهجّرين مابين نساء وأطفال وشيوخ !وروسيا ترفع حق النقض الفيتو بيد وتحارب في سوريا باليد الاخرى,أمام العالم أجمع وأمام الذين يدّعون مناصرة المظلومين كمناصرتهم للصفويين ضد صدام حسين لآنه بزعمهم يمتلك أسلحة دمار شامل,تبين أنه لايمتلك منها شيئا,وليس هذا إلا لآنهم يرون أن في الاسلام الشيعي(المنبطح) عمقا استراتيجيا يدعم بقاء اسرائيل ويساهم في استغلال خيرات المنطقة,بعد إضعاف الآكثرية  السنية  التي يعلمون أن ثوابتها ومسلماتها الدينية تحتم عليها طرد المحتل والدفاع عن أرض الاسلام وكرامة وحريات أهله بالغالي والنفيس  ولعلمهم أن الصفوييين لن يقدرواعلى تسليم الارض والعرض لإسرائيل ومناصريها إلا حين تنكسر السنة تماما في المنطقة بأسرها,ولعل أحداث مصر دليل أخر على سيناريوهات العداء المشترك ضد السنة في المنطقة خاصة وفي العالم عامةَ!ولا ريب أن التلكؤ الاميركي الغربي حول الضرب بيد من حديد على نظام بشار الذي تجرأ أمام العالم أجمع بضرب شعبه بالكيماوي المحرم دوليا,هو نتيجة سياسية طبيعة تفسر مدى قوة الهيمنة الصهيونية على الادارات الغربية عامة والامريكية خاصة ومدى الخنوع والالتزام بوعد بلفور وغيرة من حماة اسرائيل!!!! ومن البديهي جدا أن الغربيين لم يجدوا طيلة سنوات الحرب الثلاث من يعتمدوا عليه بعد بشار الاسد في حكم سوريا,فالثورة المضادة لبشار ثورة إسلامية(سنية تقريبا) يناصرها العالَم السني, ولن تكون إلا لهم ومن الصعب إختراقهم بغيرهم خصوصا في هذه المرحلة المتأججة,لكنهم قد يضطرون لتمكين الصفويين من الهيمنة على سوريا,والتي يعلمون أنه لن يكتب لها النجاح والارض السورية مملؤة بشباب السنة القادمين من كل فجٍ لنصرة أخوانهم هناك!وهم يرون أن إسقاطهم لنظام بشار بأيديهم يجعلهم يقدمون على مغامرة حقيقية, لاتخدمهم ولا تخدم حلفائهم التقليديين المعروفين أو المتقاطعين معهم في إضعاف أهل السنة, أو المنتفعين من نظام بشار استراتيجيا كروسيا والصين!وعلى هذا الاساس فإن مايخيفهم من إسقاط بشار يتلخص فيما يلي:1-  أن الثوار الاسلاميين السنة سيختطفون الحكم في سوريا وجميعهم أعداء لإسرائيل وأعداء لمن يناصرها.2-  أن سقوط بشار سيفتح الآبواب الموصدة بين سوريا وإسرائيل,وسيجعلها عرضة للمجاهدين الذين يناصرون الثوار في سوريا.3-  أن سقوط بشار سيقوي الجانب السني في المنطقة ويضعف الجانب الصفوي الذي طالما ناصر اميركا والغرب في استعمار العراق وافغانستان وهذا يقلل من قوة التقاطع الصفوي الاسرائيلي في مناوئة أهل السنة في المنطقة.4-  أن سقوط بشار سيؤجج هوة الخلاف بين الغرب وأميركا من جانب وبين روسيا والصين من جانب أخر,وهذا مالاترغبه أميركا لآبعاد سياسية واقتصادية.5-  تخشى اميركا والغرب من عواقب التدخل الارضي في سوريا لو اضطروا اليه,لآنه سيكون عليهم جحيما ووبالا من قبل الثوارحين لايكون الحسم قصيرا والرحيل سريعا دون تأخير.بيد أن المتفرجين على أحداث سوريا وهم قادرون على نجدتها من ظلم الطاغية وجبروته ولم يفعلوا,سيعلمون أن الله سينصر السوريين رغما عنهم,وسيندمون أنهم لم يحسموا المعركة مبكرافلو أنهم فعلوا ذلك لحدوا من تدفق المجاهدين الى سوريا وقللوا من زمن القتال الذي أعطى فترة تدريبية كافية للثواروالمجاهدين على فنون القتال… غير أنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين !!!

التعليقات

تعليق واحد على "هذا ما يخيف أميركا من ضرب بشار ! – للكاتب أ. رافع بن علي الشهري"

  1. لا فض فوك
    مقال وبحث رائع جدا
    و نسأل الله أن يدحر الظالمين ويهلك الكفرة الملحدين أعداء الدين

    الله المستعان وعليه التكلان

    ألف شكر أ. رافع على هذا المقال الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *