صحيفة النماص اليوم :
دشن نشطاء سعوديون حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التواقيع والمطالبة عبرها الرئيس الأميركي بارك أوباما العمل على اطلاق سراح السجين السعودي في الولايات المتحدة حميدان التركي، الذي أدين بسوء معاملة خادمته، في وقت ينتظر التركي معرفة مصيره الأسبوع المقبل حيث سيُعرض أمام لجنة “الافراج المشروط”.
واستبق المهتمون بقضية التركي جلسة “الافراج المشروط” بتنظيم حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل جمع أكبر قدر ممكن من التواقيع على عريضة ستُقدم لأوباما وتطالبه بالتدخل لإطلاق سراح السجين السعودي.
ويستهدف القائمون على الحملة الوصول الى الرقم مليون من التوقيعات من داخل المملكة وخارجها.
وجاء في نص الرسالة التي تتداول في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : “الرئيس أوباما وحاكم الولاية هكنلوبر: حميدان التركي مضى على سجنه أكثر من سبع سنوات حيث قضى أكثر من الحد الأدنى للمحكومي. في الفترة الأخيرة تعرض حميدان التركي لمعاملة سيئة وإتهامات باطله. نطلب منكم إعادته للملكة العربية السعودية.”
ووصل عدد الموقعين على العريضة في يومها الأول 13 ألف توقيع، وسط توقعات بارتفاع الرقم بشكل كبير في الأيام القادمة، وهو يرون أن هذه الحملة ستشكّل ضغطاً كبيراً على المسؤولين الأميركيين للإفراج عن مواطنهم، حيث من المنتظر أن يعرض المحامون التواقيع في الجلسة المعنية.
وهذه الحملة ليست الأولى من أجل الضغط لإطلاق سراح التركي، بل نُظّم قبلها حملات وفعاليات أخرى، كان من بينها بث شريط فيديو شهير قبل عدة أشهر وقد عرضته العديد من القنوات الفضائية العربية والدولية فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي.
كما قدمت سفارة السعودية في الولايات المتحدة طلبا للإفراج عن التركي، في حين أرسلت والدته وزوجته وأولاده استعطافاً للقاضي الأميركي بأن يجمع شملهم به وأن يوقف الضرر الذي سببه حكمه عليهم جميعاً.
وفي هذه الأثناء، كشف “تركي” ابن السجين السعودي، أن والده سيمثل أمام جلسة الإفراج المشروط “البرول” الأسبوع القادم، وقال في تغريدات له على حسابه بموقع “تويتر” إن الخيارات المتوافرة أمام والده هي: إفراج مشروط، إعادة النظر بعد مدة، أو الرفض.
وأضاف أن موافقة اللجنة شرط الإفراج بعد إنهاء والده الحكم الصادر بحقه، وأن عدم الموافقة يعني أن الحكم سيمتد إلى (مدى الحياة)، وأوضح أن الإفراج المشروط يعني توفر شروط معينة تقررها اللجنة يتوجب تنفيذها قبل أو بعد الإفراج.
وأكد أن والده أنهى أكثر من سبع سنوات، وأن الحكم الصادر بحقه كان ثماني إلى مدى الحياة، ومع حصوله على حسن سلوك خصم منه سنتان ليصبح الحكم ست سنوات.
وتعود قضية التركي إلى عام 2005 حينما اعتقل خلال دراسته العليا في الولايات المتحدة، وقد أدين بإساءة معاملة خادمته، حيث كان يقيم في ولاية كولورادو وقد أتم دراسة الماجستير وكان يحضر للدراسات العليا في الصوتيات من جامعة دنفر مبتعثاً من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقسم اللغة الإنكليزية.
وجاء في الاتهامات الموجهة إليه أنه اختطف خادمته الإندونيسية وأجبرها على العمل لديه بالسخرة دون دفع أجرها وحجز وثائقها، وعدم تجديد إقامتها، وإجبارها على السكن في قبو غير صالح لسكن البشر.
لكن محامي التركي والمقربون منه ينفون تماماً كل تلك الاتهامات، ويؤكدون أنه يتعرض لظلم كبير، خصوصاً بعد الربط مؤخراً بينه وبين مقتل مدير سجن ولاية كولورادو توم كليمنتس.
وذكرت صحيفة دينفر بوست الأميركية أن المجرمين الذين قتلوا كليمنتس في 19 مارس الماضي تدور شبهات حول حصولهم على أموال من السجين السعودي من خلال حسابه البنكي، وأشارت الصحيفة إلى وجود تحقيقات بشأن الحسابات البنكية والحسابات المالية في السجن.
وشدد محامي التركي على أن كل هذه الاتهامات كاذبة ولا تعدو كونها تكهنات بدون أن يكون هناك دليل واحد يدعمها، مشيراً إلى استجواب أحد المشتبه بهم وهو سعودي الجنسية.
وكان أحمد التركي شقيق حميدان التركي قد ذكر أن إدارة السجن التي تحتجز أخيه حميدان أخرجته من الحبس الانفرادي، وأوضح أن فريق الدفاع عن أخيه “أقام دعوى ضد سجون “لايمون” بولاية كلورادو الأميركية؛ لاستمرار حبسه رغم ظهور براءته من قتل مدير إدارة الإصلاح في كلورادو ولم تخرجه من الحبس الانفرادي”.
وبدوره كشف حسين الخنيزان صهر حميدان التركي عن زيارة قام بها مؤخراً إلى سجن لايمون في ولاية كولورادو الذي يعد الأشد خطورة على مستوى أميركا بعد سجن غوانتانامو، وقال إن “موعد الزيارة تحدد بعد موافقة السفارة السعودية، وحين وصولي إلى مقر سجن لايمون تمت مراحل التفتيش الدقيقة عبر ممرات ومداخل السجن”.
وبخصوص صحة حميدان الذي غزى الشيب رأسه، قال خنيزان: “إنه مصاب برباط في ركبته منذ 4 سنوات وإصابة أخرى في كتفه، وتزيد آلامه الرعاية الصحية السيئة، إلا أنه صابر ومتماسك”.
التعليقات