الأربعاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٣ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

ظاهرة التفحيط .. وغياب الدور المؤسسي والاجتماعي – للكاتب أ. مجيب الرحمن العمري

ظاهرة التفحيط .. وغياب الدور المؤسسي والاجتماعي – للكاتب أ. مجيب الرحمن العمري

 

 

هل يعقل ان يصبح التفحيط والعبث بالأرواح والممتلكات ظاهر اجتماعية تتفشى في اوساط مجتمعنا المسلم ؟وهل يعني هذا ان لدينا هذا الكم من الشباب يعيشون في دوامة من الضياع والانحراف وسوء السلوك ؟،وان لدينا ايضا اسر تعاني من سوء سلوك ابنائها وعدم القدرة على ضبط سلوكهم والسيطرة عليهم؟ ومن اين اخترقت عقول ابنائنا بهذه القناعات السيئة التي حصدت ارواح الكثير منهم ؟ وماهي الاسباب والمعطيات التي افرزت هذه الاشكالية ؟

انها اسئلة تثار في اوساط تتمادى فيها ظاهرة التفحيط التي تفشت بين شبابنا في الفترة الاخيرة بشكل مذهل ومثير للدهشة وهي ناجمة عن قناعات ومعتقدات خاطئة في عقول اولئك تحولت من التفكير السليم والسوي في تحقيق النجاحات والتميز والابداع على المستوى الدراسي او المستوى الفكري الى هذا العبث والتلاعب بالا نفس والممتلكات وصاروا يعتقدون ان النجاح يكمن في القيام بتلك الحركات المميتة التي تكون فيها نسب المخاطرة عالية جدا ، وهذه المغامرة المميتة نتيجة طبيعية لتحور المفاهيم الصحيحة في عقول هؤلاء فاصبحوا يرون هذه المخاطرة والعبث بالأرواح والممتلكات هدف صحيح ونجاح وتميز !!

وبلاشك انه قتل للنفس التي حرم الله الا بالحق وعبث بالأموال التي جعلها الله قياما للناس فاين الحق في عقول من يقومون بتلك الحركات الميتة؟ ..وما هذا العبث بالأرواح والاموال وهل هو ناجم عن انماطا اجتماعية معقدة ومعطيات بيئات اجتماعية من الصعب تغييرها على نحو يحافظ على سلوك هؤلاء المراهقين ليتجاوزوا تلك المرحلة بأمان تام .

لذلك ليس اولئك الشباب وحدهم من يتحملون المسئولية على عواتقهم وليس الحل في تشديد العقوبة كما يرى البعض ومطاردة اولئك المراهقين بل ينبغي ان نجتث المشكلة من جذورها وان نلقي باللائمة والمسئولية بثقلها على عدد من الجهات المسؤولة لدينا فاين هو دور مؤسسات التربية والتعليم ممثلا في جامعاتنا ومدارسنا التي يصرف عليها مليارات الريالات ؟

وما دور جامعاتنا بأبحاثها العلمية في دراسة هذه الظاهرة ووضع الحلول المعقولة والممكنة وليس النظرية؟ ، وما دور ووزارة التربية والتعليم في تربية الابناء وتصحيح مفاهيمهم السيئة ؟ فلو وجد اولئك الشباب صرحا تعليميا ويوجه اهدافهم واحلامهم وطموحاتهم نحو المسار الصحيح ويحتضن مواهبهم ويفجر طاقات الابداع لديهم ما رأينا كل هذا الانحراف الفكري والسلوكي .

نحن نحتاج الى تكاتف الجميع بجهود صادقة ومخلصة من خلال القنوات المؤثرة سواء في المدارس والجامعات او في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت تشكل دورا بارزا في التوعية والتوجيه وكذلك الدعاة والموجهين في خطب الجمعة بالعمل على زيادة الوعي بخطر هذه الظاهرة وتصحيح المفاهيم لما يرتقي بشباب هذا الوطن سلوكيا حتى يكون لهم دورا فاعلا في التنمية بدلا من الموت على قارعة الطريق  .

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *